مدار الساعة – لقمان إسكندر - كان على الحكومة أن ترفض الاشتباك مع أي ملف جدلي، هذه الايام. وعليها بعد اليوم ان تكفّ عن التعليق على الحالات الفردية الخاصة بفايروس كورونا.
مسؤولوها في الوزارة او لجنة الاوبئة او حتى مدراء المستشفيات المعنية يجب ان يتوقفوا عن الادلاء بتصريحات عن الحالات الخاصة المصابة او المشكوك في اصابتها بكورونا.
الايقاع الاردني لنشر تفاصيل التفاصيل عن مصابي كورونا يجب ان يتوقف. والشاهد ما وقع من جدل حول تفاصيل إصابة "صبحي".
في هذه الازمة لا نريد ان ينشطر قومنا الى قسمين. لا نريد ان نرى فريقين. حتى الان نحن فريق واحد.
نكاد نكون وحدنا من استطاعت الأزمة صناعة مجتمع متوافق. كورونا وحدتنا وبخّرت كل الأزمات التي كنا نعاني منها. حتى الحكومة باتت نجمة في عين المعارضين. جميعنا وضعنا خلافاتنا جانبا لننشغل بمعركتنا الوطنية.
في تمام الساعة الثامنة مساء. عندما يوبخ الوزير امجد العضايلة الخارجين عن قانون كورونا، نكاد كلنا نخفض رؤوسنا خجلا. نحن نراه يجيد، ونرى معظم زملائه كذلك.
حتى الان ينجح وزير الصحة، وينجح معه الطاقم باسره. اليوم. لو أن هؤلاء الوزراء اعلنوا ترشيح انفسهم للانتخابات النيابية لفازوا بالمقعد.
لا نريد لهذا المشهد ان ينشرخ. "صبحي" غلطان، أم ان الاجراءات ملتبسة لا يهم. "مش مهم" الان ما نرتكبه من اخطاء، فالنظرة الكلية للمشهد تقول اننا ننجح. ومن قال ونحن نصفق لبعضنا اننا نخلوا من اخفاقات؟ من قال إن كورونا لم يربك العالم بأسره؟ فكيف لا يربكنا؟ من قال ان المشهد واضح؟
ما على الحكومة ان تفهمه أنها ليست متهمة، ولا يجوز لها التحدث بصيغة المتهمة. أرى أن تصريح وزير الصحة لم يكن في محله وهو يتحدث عن "صبحي".
دعوها تمر..من يرفع سقف توقعاته يهبط بها الى الهاوية. نحن نجيد ما نفعله. ونريد ان نكمل النجاة نحو الشاطئ. البحر متلاطم. ومن قال ان الامواج اليوم لا تصفقنا في كل اتجاه. لكن .. ما دام الربان يجيد، فلنضع التفاصيل جانبا. اليوم الحكومة اكبر من الشعب.
