انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الفرجات يكتب: مجسات طبيعية لعقل الكوكب الأرضي تستشعر حد العتبة فيوجه موجات الوباء

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/03 الساعة 11:11
حجم الخط

كتب أ.د محمد الفرجات

أعلم تماما بأنني فقط وبعنواني المجنون أعلاه أبحر عكس تيار العلم التقليدي، وقد أغضب أو أضحك أساتذة علوم التطور والجينات والهندسة الوراثية والميكروبيولوجي، بقدر غضب وضحك زملائي أساتذة علوم الأرض، ولكنني أقول لهؤلاء (تريثوا قليلا، وأكملوا معي الرحلة للنهاية).

تدبروا يا سادة الآيات الكريمة التالية:

"إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم"

"إني جاعل في الأرض خليفة"

"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"

"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"

"وفوق كل ذي علم عليم"

جسد الإنسان تتم فيه عمليات داخلية متزنة داعمة للحياة، وتنظم بواسطة الدماغ، ويستشعر الجسم عبر شبكته العصبية ومجساته المختلفة بحاجات خلايا وأنسجة وأعضاء وأجهزة الجسم، فيحرك الهرمونات والانزيمات والفيتامينات عبر الدم، فمثلا يتلقى العقل إشارة من مجسات الجسم عند الخوف فيفرز هرمون الأدرينالين ليستعد للقتال، وعند نقص المياه يشعرنا العقل بالعطش.... إلخ.

نعامل في علم الجيوفيزياء كوكب الأرض كالجسد، فنتفحص ونقيس ونستشعر داخله بطرق مختلفة، للبحث عن خيراته كالخامات والمياه والنفط، أو لمحاولة درء مخاطره كالزلازل والبراكين والإنزلاقات والمخاطر الهندسية المختلة بالتنبؤ بها قبل حدوثها، أو لدراسة مكوناته وصخوره وتراكيبه على مختلف الأعماق.

يسعفنا في ذلك قياس ودراسة وتفسير نماذج تذبذب حقول الكوكب الطبيعية من مكان لآخر، كالحقل الجاذبي والحقل المغناطيسي، أو قد نرسل نبضات كهربائية أو إهتزازات حركية (زلزالية) للأعماق ونقيس رد الفعل بمجسات خاصة.

الكوكب حي ويستشعر ويقيس ويقرر:

1- الكوكب يدور حول نفسه لتقلب الليل والنهار، وحول الشمس لتقلب الفصول الأربعة، والدورات ثابتة بالمكان والزمان، ومتزنة تماما، وينتج عنها تقلبات وحالة الغلاف الجوي، ودورة المياه في الطبيعة، وكل عوامل الطقس، وحالة ونمو وتكاثر وتوزيع الأحياء المختلفة في بيئاتها. وتحافظ الأرض على مسافة من الشمس لا تبخر مياهه ولا تدعها تتجمد. فهل للكوكب عقل؟

2- الكوكب يحمي سكانه بشرا وتنوعا حيويا من الأشعة فوق البنفسجية عبر طبقة الأوزن، التي يحافظ على إرتفاعها وسماكتها وتركيبها الكيميائي O3 بعمليات طبيعية وبشكل متزن، وكأنه يستشعر متى وأين وكيف يعيد لها إتزانها. فهل للكوكب مجسات؟

3- الكوكب المغناطيس الكبير يحمي سكانه وكائناته الحية الحيوانية والنباتية من الأشعة الكونية بنفرها، ويحدد قيمة وإتجاه وقوة حقله لتتناسب مع قيمة وطاقة هذه الأشعة. هل للكوكب مجسات وعقل؟

4- الكوكب يحدد قيمة وإتجاه حقله الجاذبي بمكوناته وعملياته الداخلية، فلا يزيد فيمنعنا من الحركة، ولا يقل فنتطاير بالأعلى. هل للكوكب مجسات، وهل له عقل؟

5- على الكوكب دورات طبيعية للصخور وللمياه والأكسجين وثاني أكسيد الكربون، فلا تنقص ولا تزيد وتبقى في مقادير ليدعم حياة الإنسان خليفة الرب فوقه. فهل للكوكب قدرة على صنع القرار؟

6- إتزان بيئي يسود في الغابات والبحار والبراري والجبال بين الكائنات الحية بسلاسلها وشبكاتها الغذائية، ينقص من هذا المكون ويزيد ذلك الجزء، ليستمر النظام البيئي،

أدوات الكوكب ليتم ويستدام التوازن كثيرة ومتعددة، فقد يزيد عدد الأسود في الغابة بزيادة تكاثرها لتحد من عدد الغزلان والوعول والحمير الوحشية التي باتت تهدد مساحة الرقعة الخضراء.

.... هنا في النقطة 6 يتلاقي عمل عقل الكوكب مع المكون الحياتي له، وأعود لعنواني المجنون، وأفترض بأن للكوكب عقل ومجسات مرتبطة بشبكة عصبية طبيعية، وأنه يدير مكوناته سعيا للإتزان من أجل الإستدامة.

البشرية جزء من مكونات الأرض ونظامها البيئي، وقد باتت تستهلك أكثر من طاقة الكوكب الإنتاجية، وهذا أمر يخالف الإتزان والإستدامة، وإذا أثبتنا صحة الفرضية، فالكوكب سيستشعر ويجس ذلك، وسيستجيب عقله للحد من البشرية.

وبلا أدنى شك، وهذا وارد في القرآن الكريم "ولولا دفع الله الناس..."

التغير المناخي كان تعبير الكوكب عن الزيادة السكانية الكبيرة، فلقد إستشعر الملوثات بأشكالها والمخلفات الصلبة والسائلة والغازية، وكانت الأمراض التي تطورت فجأة من أدوات الكوكب للحد من اعداد البشر، مثل حمى النيل، حمى الوادي المتصدع، إنفلونزا الخنازير، إنفلونزا الطيور، السارز والإيبولا، والتي أنذرت البشرية مرارا وتكرارا وبلا نتيجة تذكر.

اليوم يظهر الكورونا، ويشل حركة سكان الكوكب، والغموض يكتنف أسباب سرعة وطرق إنتشاره، ويبدو وكأنه مصمم على القتل.

الخلاصة:

نحن نتعامل مع كوكب حي بطريقة أو بأخرى، يستشعر، يجس ويقيس، ويقرر، وهدفه المضي في أمر الله تعالى بتسكين البشر فوقه.

زيادة أعداد البشر والتلوث مختلف الأنواع والكميات أمر يستشعره الكوكب، فهو يهدد الإتزان والإستدامة عليه.

طاعون كورونا نتاج الطبيعة وليس حربا جرثومية، وهو الأداة التي يستخدمها الكوكب للحد من أعداد سكانه، وبالتأكيد فقد قرر النسبة المطلوبة.

التوصيات

المقال جاء كمقترح جريء وغريب ولأول مرة بطرح قد لا يتقبله العقل البشري، وفي ضوء البحث الجاد عن حلول لوقف هذا الطاعون، فعلينا إقناع أو حتى خدعة الطبيعة والكوكب بأننا لم نتعدى حد العتبة بأعدادنا وممارساتنا.

هذا يتطلب التوصل إلى الآلية البيوفيزيائية التي يستشعر فيها الكوكب، والفيزيائية التي يقرر فيها عقله، وآلية إنتقائه الأداة التي يقيم فيها التوازن، كورونا مثال.

ملاحظة هامة

يبقى هذا المقال بشكله ومضمونه كما هو، غير قابل للتجزيء أو إعادة الصياغة أو النقل ضمن نصوص أخرى أينما كانت، كما ولا يجوز أخذ أية مقتطفات منه،

وهو قابل للتطوير وللمزيد من البحث والدراسة، لعل البشرية تستطيع السيطرة على حروب كثيرة وطاحنة تنتظرها ومن هذا الطراز.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/04/03 الساعة 11:11