مدار الساعة - أكدت وزارة التربية والتعليم أهمية منظومة التعليم عن بُعد التي أطلقتها عبر منصة درسك لجميع الصفوف والقنوات التلفزيونية درسك 1 ودرسك 2، والقناة الرياضية للتلفزيون الأردني المخصصة لطلبة الثانوية العامة "التوجيهي".
ووجهت الوزارة اليوم الاثنين، عبر صفحاتها الإلكترونية المختلفة، عدداً من الرسائل التطمينية والتشجيعية للطلبة وأولياء الأمور، أكدت من خلالها اهتمامها بتوفير تعليم مناسب للطلبة وتزويدهم بالعلم والمعرفة، وأنها تعمل بكل ما تملكه من قدرات لتمكين الطلبة من مواكبة عملية التعليم مع أقرانهم في دول العالم.
كما دعت الوزارة الطلبة عبر هذه الرسائل، للتركيز على الدروس في هذه المرحلة، وأن لا يجعلوا التقييم أو الاختبار همهم الأول على حساب اكتساب المعلومة والمعرفة وتحصيلها في ظروف استثنائية وغير اعتيادية.
وقالت الوزارة "إنها تعي صعوبة ما يمر به الوطن من ظروف، وأن مصلحة الطلبة ستكون المحدد الأول عند اتخاذها أي قرار تعليمي في هذه المرحلة".
وحرصت وزارة التربية والتعليم، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة، بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الحكومة بهذا الصدد ومنها تعليق دوام المدارس، على الاستمرار في تقديم التعليم المناسب للطلبة ضمن الإمكانات المتاحة، وبما يضمن عدم انقطاعهم عن دروسهم.
وطرحت الوزارة منذ تعليق دوام المدارس في الخامس عشر من الشهر الحالي، ورغم ضيق الوقت، بديلاً مناسباً لتوقف الدراسة في المدارس، وذلك من خلال التعليم عن بُعد، لإبقاء الطلبة على اتصال بمدارسهم ومعلميهم ومنهاجهم الدراسي وأجواء العملية الدراسية بشكل عام.
وبددت خطوة الوزارة بإطلاق منظومتها للتعليم عن بُعد، المخاوف التي تولدت لدى الكثير من أولياء الأمور على دراسة أبنائهم والعملية التدريسية بشكل عام، في الوقت الذي طمأنت فيه الوزارة على لسان وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي في وقت سابق، أولياء الأمور بعدم القلق على مستقبل أبنائهم الأكاديمي.
ولم تغفل الوزارة في هذه المرحلة، عن دور أولياء الأمور باعتبارهم الشريك الهام، واستمرت في دعوتهم لتشجيع أبنائهم لمتابعة تعلمهم من خلال ما وفرته من منصات متعددة للتعليم عن بُعد، وتحفيزهم لاستغلال وجودهم إلى جانبهم في المنزل.
وتعول وزارة التربية والتعليم في هذه المرحلة على أولياء الأمور، في تحفيز أبنائهم للتفاعل مع منظومة التعليم عن بُعد، والتعامل بمسؤولية مع المرحلة والتحديات التي فرضتها على الأردن باعتباره جزءاً من العالم الذي أصبح في سباق بمواجهة فيروس كورونا والتصدي له.
وتشير الأرقام المتزايدة للمشاهدات والجلسات التدريسية لمنصة درسك منذ إطلاقها، بحسب خبراء وتربويين، إلى إقبال الطلبة على المنصة وتفاعلهم مع المحتوى التعليمي الإلكتروني الذي تقدمه لهم، وحرصهم على تنظيم واستثمار أوقاتهم في متابعتها.
ويرى الأكاديمي في جامعة مؤتة، الدكتور خالد الصرايرة، أن حجم التفاعل مع المنصة يعكس، قبولاً لفكرة التعليم عن بُعد، باعتبارها رديفاً أساسياً للتعليم الصفي، مبيناً إمكانية البناء على هذه المنظومة وتطويرها.
وقال الدكتور الصرايرة، إن منظومة التعليم عن بُعد في الأردن، التي أطلقها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الشركاء، والمبادرات الفردية لمعلمي ومعلمات الوطن، تعكس قدرة النظام التربوي الأردني على مواكبة كل ما هو جديد وتقديم تعليم نوعي منافس.
بدوره، أكد الكاتب والأكاديمي في جامعة الحسين بن طلال الدكتور عمر الخشمان، أن وزارة التربية والتعليم استطاعت في هذه الظروف الاستثنائية، الاستمرار في العملية التعليمية وتمكين الطلبة من حقهم في التعليم، من خلال نموذج أردني للتعليم عن بُعد قادر على مواكبة العصر.
واعتبر الدكتور الخشمان، أن منظومة التعليم عن بُعد في الأردن التي أطلقتها الوزارة، تعكس قدرتها على توظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية في ظل الانتشار الواسع في المملكة لشبكات الاتصالات وتوفر خدمات الانترنت لدى غالبية المواطنين.
بدورها، دعت الدكتورة رندة النابلسي من مدارس الكلية العلمية الإسلامية، وزارة التربية والتعليم للتركيز على نظام التعليم عن بُعد، والبناء على تجربتها الحالية في هذا النظام باعتباره من النظم التعليمية الحديثة.
--(بترا)