مدار الساعة- اعترض الجيش الأميركي وجهاز الاستخبارات الأميركية اتصالات بين عسكريين وكيميائيين سوريين يتحدثون بشأن الاستعدادات لتنفيذ هجمة غاز السارين في إدلب الأسبوع الماضي، بحسب ما قال مسؤول أميركي بارز.
كانت الاتصالات المعترَضة جزءاً من مراجعة فورية لجميع المواد الاستخباراتية للساعات التالية للهجوم لتأكيد المسؤولية عن استخدام أسلحة كيمياوية شمالي غرب سوريا، والتي أسفرت عن مقتل 70 شخصاً على الأقل.
وقال مسؤولون أميركيون إنه "لا يوجد شكٌّ" في مسؤولية رئيس النظام السوري بشار الأسد عن الهجوم، وفقاً لما جاء في تقريرٍ نشرته شبكة سي إن إن الإخبارية.
وأكّد المسؤول أن الولايات المتحدة لم تكن تعلم بأمر الهجوم قبل وقوعه.
وتجمع الولايات المتحدة قدراً كبيراً من الاتصالات التي تعترضها في مناطق مثل سوريا والعراق، ولا تُعالَج المواد المجمَّعة إلا عند وقوع حدثٍ معيَّنٍ يتطلَّب رجوع المحلِّلين إليه للبحث عن أدلة استخباراتية داعمة.
حتى الآن، ليست هناك أية موادٍ استخباراتية تؤكِّد بصورةٍ مباشرة أن مسؤولي الجيش والاستخبارات الروس أجروا اتصالات بشأن الهجوم. وقال المسؤول إنه من المُحتَمَل أن يكون الروس أكثر حذراً في اتصالاتهم لتجنُّب اعتراضها.
وأنكرت كلتا الحكومتين الروسية والسورية تورطهم في الهجوم الكيماوي.
وقال الرئيس دونالد ترامب في مؤتمر صحفي أقيم بالبيت الأبيض الأربعاء، 12 أبريل/نيسان 2017، إن البنتاغون يبحث في مسألة التواطؤ الروسي في الهجوم الكيماوي.
وأضاف ترامب: "أفضِّل الاعتقاد بأنّهم لم يعلموا بشأنه، لكن كان بإمكانهم أن يعلموا. يبحث وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتيس في الأمر مع جماعة البنتاغون المختصة بهذا النوع من الأمور".
وأخبر مسؤول عسكري أميركي المراسلين في مؤتمر صحفي، عُقِدَ يوم الجمعة 7 أبريل/نيسان 2017: "نعلم أنهم لديهم الخبرة. ونشتبه في أنهم تلقوا مساعدة".
وأضاف المسؤول: "نعلم أن الروس لديهم خبرة كيماوية على الصعيد الداخلي. لكن لا يمكننا التحدث عن أي تواطؤ علني بين الروس والحكومة السورية في هذا الهجوم، لكننا نقيِّم بحذرٍ أية معلوماتٍ قد تشير إلى معرفة الروس أو تقديمهم المساعدة للقدرات العسكرية السورية".
لكن حتى في حال إثبات تواطؤ روسي مؤكّد، ليس واضحاً ما إذا كان البنتاغون أو البيت الأبيض سيشاركان تلك المعلومات علناً، بحسب ما قال مسؤول أميركي بارز.
لابد في المقام الأول أن يكون الدليلُ قاطعاً، ما قد يصعُب حسمه.
بالإضافة إلى ذلك، تشعر الولايات المتحدة أنها قد جعلت ضرورة نهاية الدعم الروسي للأسد أمراً واضحاً.
في الوقت الحالي، قال المسؤولون إن الدليل الأكثر دقة على التورط الروسي يظل متمثلاً في طائرة آلية روسية حلَّقت فوق المستشفى الذي عالج المصابين في الهجوم. ولدى الولايات المتحدة معلوماتٌ استخباراتية مُحدَّدة تفيد بأن الطائرة الآلية كانت روسية. بينما من المحتمل أن مُشغِّل الطائرة لم يكن يعرف لماذا تحلِّق المركبة في تلك المنطقة، إلا إنها كانت تخضع للتحكم الروسي.