انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل إنقاذ الاقتصاد الأردني أولى من أرواح الأردنيين جميعهم..

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة – لقمان إسكندر - الحكومة تعمل بأقصى طاقتها. الشعب يراقب ويشعر بالفخر، ها إننا نصنع نموذجنا الخاص. سوى أن هناك من يريد طحن هذا المشهد.

لكأنه يريد خطف الأضواء، وسط جعجعة الفايروس.

يقول: هناك انهيار محتمل للاقتصاد الأردني الضعيف أصلا. فليذهب الى النار ذاك الاقتصاد الذي جوّع الناس، وأبطل أعمالهم ووظائفهم. نريد أن يحرق بعيدا عنا، لنستبدله باقتصاد من قلب وشرايين ممتدة حتى آخر فقير وعاطل عن العمل.

ذاك يقول أيضا: إن هناك إفلاسا مبكرا للعديد من مؤسسات العمل المتوسطة والشركات.

ثم كان قد قال سابقا: الاقتصاد أولى من أرواح الناس. وكأن الاقتصاد ليس للناس ومنهم.

وكأن الوطن تراب أو حجر. وكأنه ليس أنا وأنت. الوطن ليس مبنى وشارعاً. بل من بناه وسارع عليه. هو أنا وانت يا صديقي.

أما الاقتصاد، فإن لم يكن جيبي وجيبك، فليذهب إلى الجحيم. ما شأني أنا به، إن لم يتحوّل من أرقام ودنانير إلى دفء في محفظتي ومحفظتك. وسلع في مطبخي ومطبخك. وشبع في فم طفلي وطفلك.

تلك هي النظرة المتوحشة لاقتصاد ما قبل كورونا. نريد أن نحرقها في النار لتنتهي دفعة واحدة.

تعالوا أحدثكم ما على الاردن أن يكونه ما بعد كورونا.

في الدوار الرابع، قبل عامين، راح الأردنيون يعرّفون أنفسهم من جديد. رأوا في مرآة "الرابع" إنسانا آخر، فصفقوا لهم جميعا.

2020 آن موعد ربيع عربي رسمي. ربيع فيه كورونا بوعزيزي، فايروس انتحر كمخلص لينقذ المواطن من سياسات حكوماتهم المتوحشة.

في اقتصاد ما قبل كورونا، كان السياسيون يقولون للناس إنكم بخير اقتصادياً.. فإذا ما نظر المواطنون إلى جيوبهم رأوا كارثة.. فيصرخون ببعضهم: كيف يقول هؤلاء إننا بخير إذن؟

نعم. كيف كان هؤلاء يسخرون منا ومن جيوبنا. نحن لم نكن بخير يوما. كنا نئن مثل عجوز وحيدة، عقّها الجميع.

ما نريده هو أن تبرّ بنا الحكومة. فقد كانت عاقة جدا. ثم فجأة أفاقت من عفلتها وها هي تحسن صنعا.

الحكومة نحن أمها، والحكومة نحن أبوها، والحكومة نحن إخوتها وأخواتها. لا نريدها أن تكون عاقة كما كانت. فقد جرّبت اليوم برّنا وأحسنت صنعا. إذن فلتكمل صنعها ليوم غد.

لا نريد ان نستعجل الاحتفال منتصرين على كورونا. نريد ان نحوّل الفايروس إلى شعار حقبة جديدة. نلعن فيها الحقبة التي سبقت. ونهشّ طربا لما صرنا عليه.

نحن بخير. فقد صنعنا من كورونا فرصة سانحة. بعيدا عن ذاك النعيق.

مدار الساعة ـ