في اربد.. من خلف النافذة تراقب صغيرة ذات ضفائر عربات الجيش العربي
مدار الساعة - لقمان إسكندر - من خلف النافذة تراقب صغيرة ذات ضفائر عربات الجيش العربي، وهي تهمس للناس، "أنْ ابقوا في منازلكم يا قوم".
لم تشعر الصغيرة بالخوف، بل ابتسمت. كيف تخاف ووالدها هو من ينده بالناس.
كأنها رأته، ربما وهو ينادي لمح طفلته الصغيرة فابتسم وغمزها. ربما رأته. وربما لا، سوى أنها صارت "تنط": بابا بابا.
اربد لا تخوض معركتها وحدها. عروسنا الشمالية يحرس شوارعها الجيش العربي.
تتفهم عروسنا ذلك، وتطمئن له. لا بأس بشيء من الحرص، ممزوج بقلقِ غير المعتاد.
اعتادت الجيوش على اخراج الناس من منازلها، وقال الجيش العربي لاهله في اربد وما وراء اربد: أنْ ابقوا في منازلكم يرحمكم الله.
يا صغيرتي. بعض الوقت ويعود الزحام إلى شوارعك.
يا حبيبتي. اعلم انك لم تختبري مثل هذه التجربة. لا بأس عليك يا شماليتي الصغيرة. انت تعلمين انك بحاجة الى الراحة قليلا. فقط ارتاحي بعض الوقت كي نكون كلنا بخير.
نريدك في الغد اجمل. نريدك غدا مثلما كنت دائما. ها انت تتحضرين لربيعك الأخضر.
فقط شيئا من الوقت ثم نخرج جميعا في كرنفال بهي، يزرع فينا املا أننا انتصرنا على وحشنا الصغير.
