على عكس رغبات معظم إخواني المواطنين، فأنا مع حظر التجول الكامل، وتطبيق صيغة أخرى لإيصال حاجيات المواطنين إلى بيوتهم، مهما كانت الصيغة صعبة ومتعبة ومكلفة وقاسية.
لاحظنا كلنا ان الوعي الصحي العام عندنا، بخصوص خطر هذه الجائحة المدمرة، ما يزال ضعيفا.
ان أول واجبات الحكومة، الآن قبل الغد، هو التغلب على نقص الوعي الشعبي وعلى الاستهتار المرعب بالوباء، الذي يعادل الانتحار.
ولذلك فإنني أدعو وزير إعلامنا الخبير، إلى تشكيل خلية إعلامية - صحية خاصة، مهمتها رفع منسوب الوعي الصحي العام.
مطلوب ان نصل إلى القناعة المقرونة بالسلوك، بأن حظر التجول هو اكثر وسائل الوقاية فاعلية وأمانا واقلها كلفة. وعدم اعتبار حظر التجول عقوبة وحبسا أو خَيارا خاضعا للمفاصلة والمفاضلة.
ويجب ان نأخذ على مجمل الجد الكامل، التحذيرات المتعلقة بفيروس كورونا، التي أطلقها عدد من الأطباء وأولهم الدكتور سعد جابر وزير الصحة المتميز الذي طلب ان نتصرف مع الآخرين كأننا مصابون بالفيروس. وان نعامل الآخرين كأنهم كلهم مصابون به.
ويجدر ان نستمع بدقة إلى رسالة الدكتور أيمن المدانات وتحذيراته. وان نقرأ باهتمام رسالة الدكتور العبد العكايلة رئيس قسم الأشعة في مستشفى حمزة ومسؤول ملف الكورونا فيها. وان نقرأ بعناية ما كتبه الدكتور عبد الرحمن المعاني.
أعزائي توجد 116 دولة في العالم، تتقدم علينا بفضل تطبيقها قواعد العزل. وتوجد خلفنا نحو 78 دولة، وضع بعضها كارثي، لأنها لم تطبق العزل.
نجحت الصين ونجت عندما كسرت دائرة الاحتكاك البشري وطبقت الإغلاق التام ونفذت القوانين الصارمة ولجأت في حالات محددة إلى العنف المتطرف، ووافقت عليها جمعيات حقوق الإنسان الصينية.
اليوم أصبح التشدد في تفتيش المسافرين بالمطارات جزءا من الإجراءات الطبيعية المقبولة، لاقتناع الناس ان ذاك التشدد ضروري لأمنهم الشخصي.
قد لا يتلامس المتبضعون في الدكاكين ومحال الفواكه والخضار، لكنهم سيدفعون نقودا وسيقبضون الباقي وسيلمسون أبواب المحال والأرفف والطاولات وحبات الخضار والفواكه وأكياس الخضار ...الخ.
كسَر المواطنون يوم أمس الأول القاعدة العظمى «خليك بالبيت»، لأن الناس تخرج للبحث عن الخبز إذا لم يصل الخبز إليهم.
الدستور