أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأردن يتجنب السؤال المحرج: ماذا سيحصل إذا أوقفت إسرائيل «ضخ الغاز»؟

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,كورونا,ولي العهد,الملك عبدالله الثاني,وزارة الطاقة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - القدس العربي - بسام البدارين - تجتهد وزيرة الطاقة الأردنية هاله زواتي وهي مشغولة بـ «المحليات» فيما يخص واجبات وزارتها على هامش المعركة مع «كورونا» في تجنب الغرق في الاحتمالات والتأويلات المتعلقة بالسؤال التالي: ماذا سيحصل إذا قررت اسرائيل فجأة ولأسباب تخصها عدم تحويل الغاز المسروق من المتوسط الفلسطيني إلى الجار الأردني؟

سياسياً وفي ظل انشغال العالم بفيروس كورونا وتداعياته يبدو أن السؤال سابق لأوانه. لكن اوساط الخبراء في الاسرائيليات يراقبون نمو وتطور الفيروس في دولة الاحتلال ويحاولون قراءة المشهد في حال قرر الجميع في الاقليم الانغلاق على نفسه. لذلك تحدث ولي العهد الامير حسين بن عبدالله مع نظيره السعودي ناشداً التعاون في محاربة المرض الخطير.

ولذلك ايضاً تواصل الملك عبدالله الثاني مع العديد من الزعماء العرب واصدر توجيهات بالتنسيق مع جميع الدول المجاورة وجدد الدعم عبر «التجربة الأردنية اللافتة» في التحضيرات لمواجهة الفيروس للسلطة الفلسطينية والعراق وشكر الإمارات وحاول الاطمئنان على الوضع في البحرين.

لدى المؤسسة الأردنية اليوم قناعة بأن السيناريو السياسي الأسوأ يتمثل في أن تقرر كل دولة في الجوار الانغلاق على ذاتها مما يتسبب في خطر إستراتيجي خصوصاً في مجالي الصحة والطاقة فالمعركة ضد كورونا تحتاج للطاقة بكل الاحوال وللتواصل الصحي والامني. وخلافاً لما حصل مع دول عربية شقيقة ..لا مجال للتحدث عن اتصالات «تشاورية او تنسيقية» مع شريك السلام الاسرائيلي وهذا تموقع محتمل لأن الدول والاطراف ستبحث عن مصالحها قبل أي اعتبار آخر حسب المفكر السياسي عدنان أبو عودة.

والعلاقة اصلا متوترة جدا مع اليمين الاسرائيلي الحاكم.

لكن عندما يتعلق الأمر بإدامة المواجهة التي وصفها الملك عبدالله الثاني بـ «الإستباقية» مع فيروس كورونا يبرز مجدداً «سؤال الطاقة الأردني» ويميل بعض المراقبين لتذكير السلطة بالخطأ الفادح الذي تحدث عنه عضو البرلمان صالح العرموطي وعدة مرات لـ «القدس العربي» بعنوان «تسليم أمن الطاقة الاستراتيجي للعدو».

إذا دخل الاسرائيليون بحالة «طوارئ معقدة»… ما هو مصير الغاز الذي بدأ الأردن يعتمد عليه منذ شهرين تقريباً وخاضت الحكومة حرباً من أجله؟

لا تبدو إجابة السؤال متاحة الآن على الاقل. لكن الاحتمالات واردة وخبراء الطاقة يحاولون قراءة المعطيات لأن الغاز الاسرائيلي المسروق سيكون «أولوية» إذا ما زادت التعقيدات في المشهد الاسرائيلي الداخلي حيث توقعات بعشرات الآلاف من الإصابات خصوصاً بين المستوطنين.

اللافت جداً هنا ان وزارة الطاقة الأردنية قد تواجه هذا التعقيد في الوقت الذي جازفت فيه ولأسباب سياسية على الارجح بمشاريع لها علاقة بإنتاج الطاقة من «الصخر الزيتي» الذي تقول الدراسات انه «متوفر بكثافة» في الارض الأردنية وينبغي الاعتماد عليه لأسباب «وطنية وسيادية» قبل أي اعتبار آخر ليس فقط بسبب كثرة المخزون. ولكن لأن مشروعاً عملاقاً بمظلة صينية تمأسس فعلاً وبدأ بإستخلاص الصخر الزيتي المستعمل في انتاج الكهرباء والطاقة وبعض المعادن وهو مشروع دفع فيه حتى الآن أكثر من مليار ونصف مليار دولار ويتعلق بثروة معدنية موجودة في الأردن ويمكن السيطرة عليها.

بعض دوائر القرار حاربت بغلاظة مشاريع الطاقة البديلة وتحديداً في مجال الصخر الزيتي. واليوم مع تداعيات كورونا تقدم أدلة واقعية على مخاوف بخطأ الرهان على غاز اسرائيل وسلسلة الهفوات البيروقراطية التي حاولت طوال عام ونصف عام إعاقة او تعطيل انتاج الكهرباء من الصخر الزيتي بدون الاعتماد على اي طرف خارج الحدود.

حتى نشطاء على منصات التواصل التقطوا المفارقة الاسبوع الماضي وتحدثوا عن «أمن الطاقة» في مرحلة التصدي للعدو المتمثل بفيروس كورونا اليوم حيث تحديات اقتصادية وتوقعات بانغلاق الدول على بعضها ومشكلات اقتصادية عملاقة حذر منها علناً رجل الاعمال الأردني البارز طلال ابو غزاله وهو يحاول لفت نظر دوائر القرار لأن المطلوب ليس فقط «حماية صحة وأرواح الأردنيين» بل أيضاً حماية النظام الاقتصادي الذي يسمح لهم بـ «حياة كريمة» مشيراً للحذر من تجاهل الدواعي الاقتصادية الحادة.

وعلى هذا الأساس يمكن القول إن إطالة أزمة كورونا وتداعياتها ستدفع القرار المركزي الأردني إضطرارياً في لحظة مستقبلية قد تكون قريبة لإعادة مراجعة خيارات الطاقة والمحروقات والكهرباء في مسارها الاستراتيجي.

وفي مساحة قد تكون أبعد قليلاً عن الاستسلام للغاز الاسرائيلي مع أن مصفاة البترول اعلنت بأن واردات النفط من العراق للشهر الماضي وصلت لكنها تأخرت للشهر الحالي وقد تتأخر بسبب عطلات أعياد النيروز. وإلى ان يتسنى للوزيرة زواتي وطاقمها التوقف قسراً على تلك المحطة ستبقى منشغلة بالشأن اليومي والمحلي بعنوان آليات إيصال أسطوانات الغاز للمواطنين في منازلهم والأهم فتح بعض محطات المحروقات للتزويد وضمان وصول المحروقات للبيوت بالتوازي مع السهر على تجنب الأعطال وانقطاع التيار. القدس العربي

مدار الساعة ـ