مدار الساعة - كان بعض قومنا يسخرون من علمائنا وهم يتحدثون عن "الطهارة" وأبوابها في كتب الفقه. يقولون: "الناس وصلت القمر وجماعتنا مشغولون بالطهارة". اليوم من وصل بالقمر نزل الى الارض ليعلم نفسه من جديد شؤون الطهارة".
هل تواضعت البشرية بعد فايروس كورونا؟ منذ عام 1918 لم تربك البشرية جائحة كما اربكتها كورونا.
فهل يعيد الفايروس للانسان المعاصر نظرته الى الحياة، والدنيا بأسرها؟ اليوم تبدو الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية قد فتحت على مصاريعها.
لا بد وان تحفر حقبة كورونا عميقا في الذاكرة الانسانية، وتؤثر فيه اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بل والاهم ثقافيا.
نعم. سيجد الانسان حلا للفايروس، سواء بعد غد، او بعد عام. لكن من يعثر على الحل صار يدرك انه كائن هش. يمكن ان يهدده كائن لا يرى بالعين المجردة. ليس خطر البشرية من كورونا بل ما بعد كورونا من فايروسات ستنجح في تصنيع نفسها بنفسها بصورة اشد بشاعة. وهذا ما فهمه الانسان اخيرا.
هل ستتأثر قطاعات كالسياحة مثلا بما جرى لنا في كورونا؟ هل سنعود مجددا الى القطاعات الاكثر متانة كالزراعة والصناعة المحلية؟
سنرى ما يمكن ان يجري. لكن الثابت ان هذا الصغير فتك بالاقتصاديات العالمية، والسؤال حول عن نسبة الفتك، هل ستكون وخيمة؟
بينما كانت الدول تتجهز لتجميع اسلحتها النووية وصواريخها العابرة للقارات.. ظهر فجأة فايروس لهم من خلف خطوطهم.
لا حروبا الكترونية، ولا حرب فضاء، ولا حتى قنبلة نووية تجدي معه.
اي حقبة تقف البشرية بعد كورونا؟ هذا ما سنعرفه تدريجيا.