ندوة حوارية حول سيرة الدكتور وليد سيف (الشاهد المشهود)

مدار الساعة - وصفت استاذة النقد الأدبي الحديث في جامعة البتراء الدكتورة رزان ابراهيم كتاب الدكتور وليد سيف "الشاهد المشهود" الذي يروي فيه سيرته إنه كتاب أدبي بامتياز، وما كان لهذا الأمر أن يتم بعيداً عن تقنيات وعناصر أو إجراءات أدبية، تولد عند القارىء إحساسا قوياً يتملكه أن المؤلف يسبغ عليه وعيه ووجدانه.

واضافت في ندوة حوارية أقامها منتدى الرواد الكبار أمس ان هناك قيمة فكرية حملتها هذه السيرة ما كان لها الوصول إلى القارئ لو لم يتأتّ لحاملها أسلوب أدبي ذكي كان له دوره اللافت في تعميق دلالات النص الفكرية والمعنوية في إطار استراتيجية لا تعزل الأدب عن قيمته الإنسانية.، لافتة الى ان الكاتب بارع في الإتيان بصور فكاهية ساخرة يعين عليها أسلوب بلاغي يكون فيه المعنى الخفي في تضاد مع المعنى الظاهر، وهو ما يبرز هنا من خلال إمكانيات لافتة في اصطناع الغفلة أو التظاهر بها، واستحضار واقع فلسطين المؤلم.

وأشارت الدكتورة ابراهيم في ورقتها ان في الكتاب ظاهرة سردية اعتمدت ضمير المخاطب مع القارئ، وهي ظاهرة شائعة في أدب فيه ثقافة شفاهية عمادها حوار بين المتكلم وسامعيه، يحركها في كثير من الأحيان رغبة في الإقناع يربطها بعض الدارسين بما يسمى "فن الحديث" على طريقة طه حسين، وهو ما يمكن للقارئ الوقوع عليه، الى جانب حضور واضح للهجة الفلسطينية المحلية في حوارات قديمة.

وتطرق الروائي الدكتور أيمن العتوم في ورقته إلى ملامح مفصلية من سيرة الدكتور وليد سيف "الشاهد المشهود – سيرة ومراجعات فكرية " الى توصيف مرحلة الدّراسة، وعالم المخيم وعالم المدينة، : المُخيّم مكانًا، وأثر ذلك على العلاقات الاجتِماعيّة، وإشكاليّة الهوية والحِفاظ عليها، وفلسفة الضحية والجلاّد، والسّلطة الذّكوريّة المُطلَقة، واضطراب المُسمّيات، و صورة العائلة في السّيرة.، وحديثه عن العلامة الراحل الدكتور ناصر الدين الأسد، وشهادته في محمود درويش وشعره.

كما عرض الى تفسير انجِذاب مؤلف السيرة إلى التّصوّف، وإلى انجذاب الغرب إلى الشعر الصوفي، وما جذبه إلى الفكر الماركسي بعدها، ومن خلال المشهديّة في السّيرة بين قلم الدّكتور وليد سيف معتادٌ على رَسْمِ المشهدِ بتفاصيله كافّة، وقد ظهر ذلك من خلال الأعمال الدّراميّة الّتي ألّفها، وشاهدها جمهورٌ عريضٌ يمتدّ شرقًا وغربًا، وفي سيرته ظهر أثر هذا القلم الّذي يتحوّل إلى كاميرا متحرّكة في بعضِ الأحيان ليطوفَ بك في المكان عبر الحارات القديمة، والأزقّة الضّيّقة، وهيئات الكائنات والموجودات، كما بدت ملامح السرد الروائي عند الكاتب لإتقانه نصّ السيناريو في أعماله الدرامية.

وقال رئيسة المنتدى هيفاء البشير في الندوة التي أدراتها القاصة سحر ملص ان كتاب الدكتور وليد سيف ( الشاهد والمشهود) يتحدث عن رحلة المؤلف الذاتية عبر الحياة ، معرجاً من خلالها على أهم القضايا الفكرية التي تشغل الأنسان، ومنحازاً دائماً إلى الحرية والعدالة ، والمبادئ الانسانية السامية. وإننا لنفخر في المنتدى أن نناقش مثل هذا الكتاب لشخصية فلسطينية اردنية معروفة، وواحد من أشهر مؤلفي الدراما التاريخية في وطننا العربي، حيث شاهدنا مسلسلاته التاريخية في وخاصة التغريبة الفلسطنية.

بترا