كيف فاجأ الرزاز الأردنيين..

مدار الساعة - نهار ابو الليل - الحكومة لم تكن تمزح وهي تقول للناس ان اجلسوا في منازلكم. أكثر من ذلك. لم يكن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز يقطع الوقت وهو يقول للمواطنين لا أريد ان اكون مضطرا لفرض حالة التجوال. هذا قد فرضه.

أداء الحكومة في أزمة فايروس كورونا كان مذهلا. فاجأ الناس، كما لم يفعلوا من قبل. لكن الغريب ان أداء بعض المواطنين – هذه المرة - وهم يصفقون لما اعتبروه ابداعا رسميا في ادارة ازمة الفايروس كانت ضعيفا.

كأن الامر لا يعنيهم. واصلوا حياتهم كما يريدون هم، رغم انف كل القرارات الرسمية التي طالبتهم المكوث في منازلهم.

الطرفة التي اطلقها المواطنون اليوم وهم يقولون: (برميل النفط بـ20$ بس الواحد مستحي يفتح الموضوع مع الحكومة قد ما هي منيحة) تعبّر عن الكثير من توجه الرأي العام لما تصنعه الحكومة.

لقد استطاعت ادارة الازمة في الاردن ان تصنع نموذجا ثالثا بين نموذجين قاسيين. الأول النموذج الصيني الذي اغلق الأبواب على مواطنيه غصبا حتى ينهي ازمة الفايروس، أما النموذج الثاني فهو النموذج الايطالي الذي راح الناس هناك يسخرون من القرارات الرسمية ويعبثون بها حتى حولوا تعطيل الدوائر الرسمية الى عطلا واستراحات. وهي ليست كذلك.

في الاردن راح الرسمي يصنع نموذجه الخاص. بكل كرامة وثقة، عمدت الحكومة اولا الى التدرج في قراراتها مراعاة للمواطنين، واحتياطا لاستيعاب ظروفهم الاجتماعية والنفسية ايضا، ثم هي بعد ان لاحظت ان البعض ما زال يعبث قررت حظر التجوال.

قرار ابداعي اريد منه حماية الامة ومستقبلها. نحن لا نريد ان نغرق في رمال فايروس كورونا المتحركة. هذا خطير وهذا مفزع وهذا ما لا يمكن ان نطيقه.

من هنا جاءت الوقاية. بأمر من ادارة الازمة. إنْ قرروا حظر التجول حتى تنتهي الازمة.

نعم. يبدو أن الناس غير معتادة بعد على معنى أمر الدفاع.

دعوني أذكركم أولا ليس اليوم وقت الاعتراض او للاحتجاج

وليس اليوم وقت لان يفهم المواطن ما يجري من اخبار الفايروس، فهناك دولة واجهزة تفكر بكل البدائل وحسمت الامر، وربما احصائيا أيضا، في ملف كلفة منع التجول من عدمه.

المطلوب اليوم اختراع حلول للمشاكل والدولة واجهزتها تراقب كل ملاحظة والحكومة منفتحة على التعديل وعلى التجويد في قراراتها.