مدار الساعة- تشهد مواجهة بايرن ميونخ الألماني ضد ضيفه ريال مدريد الإسباني، مساء اليوم الأربعاء، في ذهاب دور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا، صداماً وصراعاً تكتيكياً مثيراً بين الثنائي الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للبايرن، والفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني للريال.
وبدأ زيدان عمله في مجال التدريب مدرباً مساعداً لأنشيلوتي موسم 2014 – 2015 في ريال مدريد وحقق الثنائي نجاحات مميزة أبرزها الفوز بلقب دوري الأبطال.
ويحمل صراع زيدان وأنشيلوتي عنوان صدام “الأستاذ والتلميذ”، وهو ما ترصده “إرم نيوز” في التقرير التالي:
خبرة أنشيلوتي
يملك أنشيلوتي الخبرات التي تساعده في تجربته مع بايرن لتحقيق الألقاب والمنافسة بكل قوة على لقب دوري أبطال أوروبا.
ويتميز أنشيلوتي بالخبرات في التعامل مع العديد من المواقف نتيجة مشواره الطويل في مجال التدريب مع عدة أندية على رأسها يوفنتوس وميلان الإيطاليان وباريس سان جيرمان وتشيلسي الإنجليزي وريال مدريد وبايرن ميونخ.
وقال زيدان عن أنشيلوتي: “مواجهة أنشيلوتى خاصة بالنسبة لي، لقد تعلمت منه الكثير، أنه شخص جيد ومدرب كبير قام بأشياء ممتازة مع ريال مدريد”.
طموح زيدان
يملك زيدان طموحاً كبيراً مع ريال مدريد خلال تجربته الأولى كمدير فني والذي حقق خلالها لقب دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي.
ويسعى زيزو لمواصلة مشواره الناجح مع ريال مدريد وفك شفرة الفوز بدوري الأبطال مرتين متتاليتين، وهو الأمر الذي سيكون إنجازاً كبيراً له بجانب استكمال مشواره نحو الفوز بلقب الدوري الإسباني.
وقال أنشيلوتي: “زيدان ساعدني كثيرًا في العلاقة مع كريم بنزيما، إنه رجل متواضع ولديه الكثير من الكاريزما إنه مدرب مهم ومتواضع أيضًا كلاعب، كان مساعدًا جيدًا ويحاول التعلم”.
روح دوري الأبطال
يملك زيدان وأنشيلوتي روح دوري الابطال لأنهما حملا اللقب واستطاع الثنائي الفوز بالبطولة وهو ما يزيد دوافعهما لتحقيق الكأس مرة أخرى.
ويسعى زيدان لتحقيق الفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي في الوقت الذي يحلم أنشيلوتي باستمرار مسيرته الناجحة بدوري الأبطال بعدما فاز باللقب 3 مرات سابقة من بينها مرة مع ريال مدريد ومرتان مع ميلان الإيطالي.
مدرسة الواقعية والجماعية
ينتمي زيدان وأنشيلوتي لمدرسة الواقعية الإدارية والفنية في تعاملهما مع الفريق.
استطاع زيدان أن يقلص النزعة الفردية في أداء ريال مدريد ونظرية النجم الأوحد بالرهان على البرتغالي كريستيانو رونالدو وحده، رغم أنه نجم الشباك بكل المقاييس، ولكنه منح الفرصة لبدائل مميزة ومنح الريال الأداء الجماعي والشخصية الفنية القوية.
ويجيد أنشيلوتي اللعب الجماعي وهو ما ظهر في تجاربه السابقة سواء مع ميلان الإيطالي أو باريس سان جيرمان الفرنسي أو ريال مدريد أو تشيلسي الإنجليزي.
ويتميز أنشيلوتي بعلاقاته القوية مع لاعبيه وقدرته على احتواء غضب أي لاعب وهو الأمر الذي يبقى مميزاً بدليل اللقطة الشهيرة في لقاء دورتموند الأخير بالدوري حين احتوى غضب ريبيري بتقبيله.
وتحدث المدرب الإسباني ماكيدا ، المدير الفني الأسبق بقطاع الناشئين بريال مدريد، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، أنه يتوقع مواجهة ساخنة بين أنشيلوتي وزيدان لأنهما عملا سوياً ويعلمان كل كبيرة وصغيرة عن بعضهما البعض.
وأشار إلى أن زيدان مدرب واقعي ويعرف كيف يفوز وأنشيلوتي مدرب صاحب خبرات ويستغل أوراقه ببراعة وهو ما يزيد صعوبة اللقاء.
ويعاني ريال مدريد في زياراته إلى ألمانيا بشكل مستمر وهو ما يؤكده التاريخ فهل تستمر معاناة لاعبي الفريق الملكي على أرض الألمان؟
العقدة الألمانية
وذهب ريال مدريد إلى ألمانيا 29 مرة سابقة حقق خلالها الفوز 4 مرات فقط أمام شالكه في فبراير 2014 و2015 بنتيجة 6-1 و2-0 وأيضاً على حساب باير ليفركوزن بنتيجة 3-2 في سبتمبر 2000 وبايرن ميونخ برباعية دون رد في نصف نهائي دوري الأبطال عام 2014.
وتلقى ريال مدريد 18 هزيمة على الأراضي الألمانية، كما أن الفريق حقق 7 تعادلات بمعنى أن التاريخ يعاند الفريق الإسباني بشكل واضح في ألمانيا وهو ناقوس خطر قبل لقاء البايرن.
وسجل ريال مدريد 41 هدفاً بينما استقبلت شباكه 65 هدفاً وهو ما يعكس هذه المعاناة التي يتحدث عنها التقرير لبطل أوروبا في زياراته لألمانيا.
ولم يخسر بايرن على ملعبه أمام بايرن إلا خلال آخر لقاء رسمي مع الريال برباعية دون رد في نصف نهائي دوري الأبطال 2014.
وسبق أن تلقى ريال مدريد هزائم قاسية على أرض الألمان أبرزها بخماسية من كايزر سلاوترن و5-1 من هامبورغ ومونشنغلادباخ ورباعية دون رد من بايرن.
تراجع فني للريال وتوهج بافاري
رغم أن نتائج ريال مدريد تبدو جيدة في الفترة الأخيرة بمسابقة الدوري الإسباني بعدما حصد الفريق 5 انتصارات متتالية أوقفها التعادل مع أتلتيكو مدريد، إلا أن القلق يساور عشاق الفريق الملكي لتراجع الأداء بشكل واضح.
ويأمل الفريق البافاري أن يحصد الانتصار المريح على ريال مدريد من أجل وضع قدم في الدور نصف النهائي.
لعبة زيدان
يراهن المدرب الفرنسي زين الدين زيدان على لعبة تكتيكية ظهرت بوضوح في المباريات الأخيرة وربما تكون عنصر الحسم في لقاء بايرن.
ويعتمد ريال مدريد على الضربات الثابتة والركنيات في مواجهة بايرن ميونخ، وأصبح زيدان وكتيبة الريال يمثلان رعباً للمنافسين بهذه اللعبة.
يتقدم سيرجيو راموس، صاحب الرأس الذهبية، فينشغل المدافعون برقابته وهنا يظهر دور لاعب آخر مثلما فعلها كاسيميرو في مباراة بلباو وحسم الفوز بجانب بيبي في لقاء الديربي أمام أتلتيكو مدريد.
ويبدو دفاع بايرن في مهمة ثقيلة أمام ريال مدريد ولعبته الشهيرة التي أصبحت حديث الدوري الإسباني بالرعب من سيرجيو راموس ورفاقه.
صراع الأجنحة
سيكون اللقاء مسرحاً لمواهب ممتعة ومميزة على الأجنحة وسيكون لها بكل تأكيد دور كبير في حسم اللقاء.
يملك بايرن ميونخ الثنائي المخضرم آرين روبن وريبيري في مواجهة ثنائي ريال مدريد كريستيانو رونالدو وغاريث بيل.
ويبقى هذا الصراع المحتدم على الأطراف أحد أهم معالم المباراة وسيحسم كثيراً من تفاصيلها خاصة أن تفوق أي جانب على الآخر يعني ترجيح كفة فريقه.
وسجل الثنائي روبن وريبيري 13 هدفاً ولكن يبقى الجناح الهولندي صاحب الغلبة برصيد 9 أهداف كما أن الثنائي صنع 15 هدفاً رغم تقدم عمرهما وكثرة الإصابات التي تعرضا لها.
وأحرز الثنائي رونالدو وبيل 26 هدفاً في الموسم الحالي وصنعا 9 أهداف ويمثل اللاعبان قوة هجومية ضاربة مع الفرنسي كريم بنزيما من أجل تحقيق الفوز على حساب بايرن وترجيح كفته.
كروس وتشابي والمواجهة العاطفية
يبقى الأمر الأخير في تفاصيل صدام بايرن وريال مدريد المواجهة العاطفية التي ستكون شعار بعض اللاعبين الذين دافعوا عن قمصان الناديين.
ولعب توني كروس لسنوات مع بايرن ميونخ قبل رحيله إلى ريال مدريد ليتحول إلى العقل المفكر في وسط الملعب وأحد ركائز تشكيلة المدرب زيدان مع مودريتش وكاسيميرو.
ويعول بايرن الكثير على النجم الإسباني المخضرم تشابي ألونسو ضد فريقه السابق ريال مدريد في ظل قدراته التكتيكية ولعبه في عمق الملعب وتمريراته الدقيقة. آرم