أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

سميح المعايطة يكتب: ماذا لو فشلت الدولة؟!

مدار الساعة,مقالات,وزير الصحة,رئيس الوزراء
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: سميح المعايطة

الدول في الأزمات والمراحل الصعبة مثل الأفراد تحتاج إلى من يقف معها ويساندها وحتى لو كان هناك تقصير فإن النصيحة تكون بحجم التقصير وبنوايا حسنة وليس بالتشفي أو محاولة إثبات أن الفشل هو المسار.

الفرق بين النصيحة والنقد الموضوعي وبين التشفي ومحاولة رسم صورة الفشل هو النوايا والقناعات التي يحملها الشخص تجاه الطرف الآخر سواءً كان فرداً أو دولة أو أي جهة.

الأردن ليس دولة مثالية، ولسنا دولة بلا أخطاء وحتى الناس في بلادنا في الأزمات تخطئ أحياناً وتتصرف بشكل غير إيجابي، والوباء الذي يجتاح العالم تعاني منه كل الدول العظمى والغنية والقوية.

نحن في الاردن ونحن جميعا نتعامل مع هذه الأزمة ستظهر هنالك أخطاء من الجميع لكن المهم أن هناك اجتهاداً وجدية من الدولة لمنع انتشار الوباء، وعندما تظهر أي حالة ان يتم التعامل معها بشكل جاد، وأن نرى في الدولة حرصاً على تطوير أدواتها وخططها مع تطور الأمر، وهذا الأمر نجده ونلاحظه.

الوباء ليس خطرا على رئيس الوزراء ولا على وزير الصحة أو أي جهة رسمية، لكنه خطر على كل أردني، وبالتالي فإن الروح التي يجب التعامل من خلالها مع الأمر يجب ألا تكون روح الترصد للدولة أو تضخيم اي خطأ، أو اختراع إشاعات واكاذيب تضعف روح الناس وتجعل المواطن لا يثق بما يجري مع ان المسار العام للتعامل مع الأزمة إيجابي وجاد.

للاسف الشديد هنالك من يتعامل مع الأزمة وامنيته ان يثبت أن الدولة الأردنية فاشلة في كل شيء، وهناك من ترى فيما يفعل من أقوال وأفعال ومواد على مواقع التواصل روحا سلبية وكأنه يتمنى أن يصاب آلاف الأردنيين بالوباء وان يموت الآلاف حتى يقول ان الدولة فاشلة وضعيفة ولا تملك القدرة على مواجهه مرض.

وحتى لو كانت هذه الروح لدى أفراد أو عدد محدود فإن وجودها خطير، لأن توجيه النقد للحكومة اذا قصرت أمر واجب لكن ما نراه من هذا البعض ليس نصيحة أو رقابة بل روح التشفي بالاردن وأهله ومحاولة إثبات أن الدولة فاشلة وهذا يتم بالسخرية أو بث الكذب أو تضخيم الأمور البسيطة أو تحليل ما يجري بشكل يخدم الهدف وهو إثبات أن الدولة فاشلة.

مرة أخرى نحن نتحدث عن عدد محدود لكن في زمن الأزمات يكون التأثير كبيراً، فالإنسان أقرب إلى تصديق الأمور السلبية حتى لو كانت اكاذيب منه إلى تصديق الأمور الإيجابية حتى لو كانت صحيحة، فكيف وهناك من له غاية في إقناع الناس ان كل شيء سيء ورديء.

ان تكون اردنياً فهذا يعني أن تكون عوناً لمجتمعك ودولتك ونفسك، فإن كان هناك خطأ فالنقد الموضوعي مطلوب، لكن السعي لبث روح الخوف والشعور بالفشل فهذا أمر له وصف آخر.

مدار الساعة ـ