مدار الساعة - في عام 2019 حقق الذهب أفضل أداء له لعدة سنوات مسجلًا مكاسب بلغت نحو18.43%، على الرغم من أنه لا يزال متخلفًا عن سوق الأسهم، حيث سجل مؤشر S&P 500 مكاسب بنحو 28.88%، لكن خلال الخمسين سنة الماضية تفوق الذهب على مؤشر S&P 500 (لا يشمل الأرباح الموزعة).
ومع بداية عام 2020 كان الذهب أحد الاستثمارات القليلة التي اتخذت اتجاهاً صعودياً، مدفوعة بالتصعيد المفاجئ في التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، والتي ضربت أسواق الأسهم العالمية وأجبرت المستثمرين للبحث عن ملاذ آمن، كما أدت المخاوف من تفشي فيروس كورونا إلى هبوط حاد في الأسواق المالية وارتفاع الذهب ليقترب من مستوى 1900 دولار للأونصة، يتساءل بعض الخبراء عما إذا كان أسعار تداول الذهب يمكن أن يتجاوز 2000 دولار في على المدي القريب والمتوسط.
لكن في الواقع كان أداء الذهب جيدًا حتى قبل التوترات الجيوسياسية وفيروس كورونا، لماذا؟
لقد كانت أجندة التقويم الاقتصادي مليئة بالأحداث حيثساعدت ثلاثة تخفيضات في سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي العام الماضي على إضعاف الدولار الأمريكي،مما جعلالذهب أكثر جاذبية من العملة الأمريكية وغيرها من العملات الأجنبية، خاصة وأن أسعار الفائدة سلبية في أجزاء من أوروبا واليابان.
الذهب ليس السلعة الوحيدة التي استفادت من المخاوف بشأن تراجع الدولار وانخفاض أسعار الفائدة، ارتفعت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم أيضًا في العام الماضي، وبالتالي يعتبر ارتفاع العام الماضي منطقي تمامًا بالنظر إلى أن أسعار الفائدة منخفضة جدًا وأن الدولار يضعف.
ومن جهة أخري، لم يقتصر شراء الذهب فقط على المستثمرين العاديين الذين كانوا يشعرون بالقلق ويسعون للحصول على الذهب كملاذ آمن مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لكن البنوك المركزية العالمية الكبرى بدأت أيضًا في تخزين الذهب.
وفقًا لأرقام مجلس الذهب العالمي ارتفعت مشتريات الذهب من البنوك المركزية بنسبة 12٪ في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2019 مقارنة بنفس الفترة من عام 2018، وأضافت البنوك المركزية 547.5 طنًا متري من الذهب على أساس صافٍ.
ومن المتوقع أن يواصل الذهب اتجاهه الصعودي على المدى الطويل مع استمرار ارتفاع الطلب من البنوك المركزية في ظل تصاعد المخاوف العالمية.
النظر إلى الماضي
منذ عام 2015 يمكننا القول إن السوق الصاعدة بدأ يسيطر على الذهب، حيث وصل في نهاية 2015 إلى مستوى 1050 دولار للأونصة كما واصل ارتفاعه ليسجل 1125 دولار خلال عام 2016، وفي عام 2018 سجل 1170 دولار، واستمر في صعوده عند 1270 دولار في آيار/ مايو 2019 ليصل إلى سعر 1550 دولار في آب/ أغسطس 2019، ولكن دخل الذهب مرحلة تصحيحية في الأشهر التالية لشهر أغسطس.
ولكن مع بداية عام 2020انتهت المرحلة التصحيحية وارتفعت أسعار الذهب بحوالي 6% خلال أيام قليلة، بفعل تزايد اقبال المستثمرين على شراء الملاذ الآمن مع تصاعدت التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران.
توقعات بارتفاع كبير للذهب
إن المستثمرين يشعرون بالقلق حيال سلسلة من العوامل تتجاوز المخاوف من فيروس كورونا، حيث تخلق السياسة النقدية التيسيرية في جميع أنحاء العالم بيئة غير صحية للأسهم خاصة وأن أرباح الشركات انخفضت بشكل مطرد في العام الماضي.
وقام بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى بضخ الأموال في السوق، مع تدفق الأموال التي تقود الأسهم بدلاً من الأرباح فإن ذلك يجعل الناس أكثر قلقًا، كما أن المخاوف بشأن المزيد من التوتر في الشرق الأوسط لم تختف أيضًا.
ويمكن أن يصبح سوق الأوراق المالية متقلبًا بشكل متزايد هذا العام بسبب المخاوف من الانتخابات الرئاسية لعام2020، لذلك يجب أن يكون لدى المستثمرين ما بين 10٪ و 15٪ من محفظتهم في المعادن.
من المرجح أن شهد هذا العام ارتفاع كبير للذهب وقد يصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق ويتجاوز 2000 دولار، وإن لم يكن هذا العام سيكون في وقت قريب في الأفق.