مدار الساعة - رغم أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأميركية بلغ الـ3000 حالة، إلا أن مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الطبيب انتوني فوشي أكد أن البلاد لم تصل بعد إلى الذروة المتوقعة،
الطبيب الأميركي حذر من أن القادم سيكون أسوأ بكثير في البلاد، إن لم تتخذ السلطات إجراءات أشد صرامة لوقف انتشار المرض
مسؤولون أميركيون في القطاع الصحي حذروا من أن الولايات المتحدة لم تصل بعد إلى ذروة المشكلة بشأن التداعيات السلبية لتفشي وباء كورونا، رغم الإجراءات القوية التي تتخذها السلطات لمقاومة المرض
وحتى الأحد بلغ عدد حالات الإصابة في الولايات المتحدة، حوالي ثلاثة آلاف مصاب، ونحو 60 حالة وفاة، وهي أقل بكثير من دول موبوءة بالمرض، مثل الصين بؤرة المرض، وإيطاليا التي تشهد حالات وفاة كبيرة وقياسية، إضافة إلى إيران وكوريا الجنوبية
ويقول خبراء إن عدد الإصابات المسجلة في أميركا حتى الآن قد يكون أضخم بكثير لعدة أسباب من بينها محدودية معدات اختبار المرض المتوفرة حتى الآن
وحذر فوشي في تصريحات لوسائل إعلام أميركية الأحد، من أضرار أكبر قد يتعرض لها المجتمع الأميركي خاصة كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة "إذا سمحنا للمنحنى بالتصاعد، فإن المجتمع بأسره سيتضرر"
"أدعم إغلاق المطاعم والحانات"
وقال فوشي وهو عضو في اللجنة التي شكلها الرئيس دونالد ترامب لمجابهة الفيروس، "يجب على الأميركيين أن يكونوا مستعدين للبقاء في ملاذات آمنة لفترات طويلة، أكثر بكثير مما نفعله كدولة" لمحاربة التفشي المتزايد للوباء
وأيد فوشي دعم إغلاق وطني مؤقت للمطاعم والحانات في البلاد، من أجل الحد من انتشار الفيروس القاتل وقال "كل ما يلزم للقيام بذلك، أود أن أراه"
وردا على سؤال حول ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة أن تفكر في إغلاق وطني لمدة 14 يوما على غرار أوروبا، قال "أفضل عمل ما في وسعنا. أعتقد أننا يجب أن نكون شرسين بشكل مفرط (في مواجهة المرض)، حتى إذا تعرضنا للانتقاد بسبب رد الفعل المبالغ فيه"
"إنهم يستمعون"
وحتى السبت وصل فيروس كورونا تقريبا كل الولايات، ما عدا ولاية وست فيرجينيا. وتسود مخاوف من أن كثيرا من الناس في أميركا قد يكونون حاملين للمرض وناقلين له، رغم عدم ظهور الأعراض عليهم
ومع المخاوف المستمرة بمزيد من التفشي، شجعت الحكومات المحلية السكان على البقاء في منازلهم والابتعاد عن التجمعات، فيما حظرت ولايات مثل كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن التجمعات الكبيرة
وأغلقت المدارس في جميع أنحاء البلاد بموجب حالة طواري وطنية أعلنها ترامب، وتم إلغاء خدمات العبادة وتوقفت الفعاليات الترفيهية مما أدى إلى تغييرات جذرية في الحياة اليومية للأميركيين
وأصبحت الحملة الرئاسية الآن افتراضية، حيث ألغى الرئيس دونالد ترامب، والسيناتور بيرني ساندرز، ونائب الرئيس السابق جو بايدن، التجمعات وغيرها من الأحداث الشخصية
وقال فوشي إنه أبلغ إدارة ترامب بالمخاطر التي قد تنجم عن وباء كورونا "إنهم يستمعون، وفي الغالب يتجهون لما نقول"
"الأسوأ لم يأت بعد"
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكه إن بي سي نيوز و وول ستريت جورنال ونشر الأحد أن 60 في المائة من الأميركيين يعتقدون أن "الأسوأ لم يأت بعد" في الأزمة، حيث قال 40 في المئة إن حياتهم اليومية ستتغير نتيجة لذلك
وأيد 45 من المستطلعين طريقة تعامل إدارة ترامب مع تفشي المرض
وكانت إدارة ترامب تعرضت لانتقادات مع بداية التفشي، بسبب الافتقار الأولى لاختبارات الفيروس. وحول هذا الموضوع قال فوشي "تم إجراء تغييرات جذرية مضيفا "في وقت مبكر، لم نكن في وضع يمكننا من إجراء الاختبارات على نطاق واسع، لكن ذلك سيتغير عما قريب"
وقال ترامب الجمعة إن خمسة ملايين اختبار للفيروس، ستكون جاهزة خلال شهر
حظر تجوال
ويتوقع أن يتم فرض مزيد من القيود في أميركا لمقاومة الفيروس، وسط دعوات لحظر السفر الداخلي، بعد أيام من حظر الرئيس ترامب السفر من أوروبا
وحظرت منطقة هوبوكن في ولاية نيوجرسي التجول بدءا من الاثنين، وعلى السكان البقاء في منازلهم من 10 مساء إلى 5 صباحا باستثناء من لديهم عمل. وفي لوس أنجلس تم تعليق عمل المحاكم حتى 30 مارس، حسب مصادر محلية
ووسع الرئيس ترامب القيود المفروضة على دخول الولايات المتحدة من أوروبا لتشمل المملكة المتحدة وأيرلندا، وتسري قيود السفر منتصف ليل الاثنين. بينما دخلت القيود المفروضة من 26 دولة أخرى في أوروبا حيز التنفيذ يوم الجمعة
"موت آلاف إن لم يكن ملايين"
وأعرب فوشي عن أمله ألا يجري الفيروس طفرات جينية ( mutations ) ويصبح أكثر عدوانية وقال إن القول"إن صغار السن أقل عرضة للخطر لا يعني أنهم لن يصابوا بالعدوى"
ودعا فوشي إلى وقف العمليات الجراحية الاختيارية وإفساح المجال لمن يحتاجون فعلا رعاية طبية جراء الفيروس
وفي تصريحات قاتمة، قال فوشي إن "هناك احتمال لموت آلاف الأميركيين إن لم يكن الملايين" بسبب تفشي المرض
وقبل أيام قال طبيب بالكونغرس إن ما بين 40-70 في المئة من الأميركيين قد يصابون بالمرض، وواحد في المئة منهم قد يموتون. ويقدر عدد سكان أميركا بنحو 300 مليون نسمة
يذكر أن وباء إنفلونزا عام 1918 الذي سببه فيروس H1N1، تسبب في إصابة 500 مليون شخص حول العالم، أي ثلث سكان العالم وقتها. أما عدد الوفيات فقد بلغ نحو 50 مليون، بينهم 675 ألفا في الولايات المتحدة
وعلى نطاق العالم تم رصد نحو 156 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، وأكثر من 5800 وفاة في 142 دولة، لكن أغلب الضحايا رصدوا في الصين التي اندلع فيها المرض في ديسمبر الماضي.
الحرة