خوله كامل الكردي
أخيراً تبين للعديد من المتنطحين لكسر أهمية التعليم الغير تقليدي، والادعاء بعدم أهلية وكفاءة الدارسين في هذا النظام عكس ما اعتقدوا، حيث أثبت قدرته على التكيف مع كافة الظروف خلاف نظيره التقليدي، وها قد رأينا كيف أن العالم وبعد ظهور فيروس كورونا وانتشاره في دول عدة، أغلقت المدارس والجامعات أبوابها، وقررت الدراسة عن طريق التعليم عن بعد، ليكون دليلاً واضحاً وجليا على أهمية التعليم الالكتروني وبديلا قوياً ومناظرا للتعليم النظامي، والذي صدع به رؤوسنا البعض بأن من لم يدرس بالتعليم التقليدي لا يكون قد درس، وأن شهادته ضعيفة لا تستحق الاعتراف بها!!
لقد عانى ويعاني العديد من خريجي الدراسة عن بعد بكافة فروعها من تنمر الجامعات والتي تتبع الدراسة بالنظام التقليدي بشكل متطرف لتنظر من زاوية ضيقة، ولا يعلم من يروج لتلك الأقاويل، أن من يدرس وفق النظام الغير تقليدي، هو يدرس بكل إرادة وعزيمة، لأنه شخص ليس بمقدوره الدراسة وفق النظام التقليدي، ذلك أن ظروفه سواء في البيت كربة منزل أو موظف منعته ظروف عمله من مواصلة تعليمه الجامعي، وإصراره على أن يكمل تعليمه اقوى ربما من غيره ممن يدرسون وفق الدراسة النظامية، فالذنب ليس ذنبه ان يتأخر في دراسته بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة.
ونذكر هنا بكل امانة وموضوعية موقف الجامعة الهاشمية الرائد والمميز في هذا المجال، والتي تبنت معظم خريجي التعليم المفتوح، وسمحت لهم بالدراسة في كلياتها، وكلهم عرفان لها ولموقفها الأصيل والذي ينم عن عقلية تربوية منفتحة وعصرية، وكنا نتمنى أن تخطو باقي الجامعات بخاصة الرسمية منها نهج شقيقتهم الجامعة الهاشمية، واحتضان أبناءها الطلبة ممن درسوا وفق النظام المفتوح، علما بأن الولايات المتحدة والتي يتغنى بدراستها العديد في مجتمعنا، لديها أكثر من ٢٣ نظام تعليمي ولم يشكك أحد فيمن درس وفق تلك الأنظمة، بل بالعكس يعتبر النظام التعليمي الأمريكي من أكثر الأنظمة مرونة وانفتاح، لناكد على ضرورة أن يتم إدماج نظام التعليم عن بعد والإشراف عليه، واعتماده في الدراسة الجامعية جنباً إلى جنب مع التعليم التقليدي، ولنا في جامعة دمشق وجامعة القاهرة لعبرة.