انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

ما جدوى الكتابة الصحافية ؟! (2-2)

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/12 الساعة 01:55
مدار الساعة,معان,

لطالما كانت الكتابة الصحافية، مهمة ثقيلة. فقد كنت طيلة 40 عاما من الكتابة، أظن انها مؤثرة وذات جدوى!!
لا أتحدث عن 3 ساعات من الجهد والقلق الذي تحتاجه كتابة المقالة اليومية ذات الـ 300 كلمة.
ولا أتحدث عن التوتر طيلة 24/24، من البحث والقراءة والتفكير في موضوع المقالة، التي يصبح انجازها كمشقة الولادة العسيرة.
اتحدث عن إمكانية وكيفية «قياس الأثر» المتوخى، الذي تتركه المقالة. والتغيير الذي تتوسله. والمناعة التي تولدها. والجمال الذي تفشيه.
أتحدث عن إمكانية نقل «عدوى الإيجابية» والفرح والثقة التي يحملها الكاتب ويكابد من أجل غرسها واشاعتها.
أتحدث عن نجاح كتابتنا -او عدم نجاحها- في مطاردة الإشاعة التي تطاردنا وتُحدِث ثقوبا في أمننا وحصانتنا الوطنية والأخلاقية.
يقول كاتبي الأستاذ حسين الرواشدة شريك المعاناة والقلق:
((لو قدر لي ان اجتهد في اعادة ترتيب اولوياتنا، ونحن نستعد الآن للاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس الدولة، لقلت: هذه مناسبة لكي اذكّر بضرورة ادراج مشروع وطني لاستنهاض الهمم واحياء الأمل واعادة «الروح» للأردنيين)).
ويكتب لي المعلم أحمد سلامة قيدوم الكتاب وإمام المعتكفين معلقا على مقالتي يوم أمس:
((مرثية القلم
نون والقلم وما يسطرون !
هذه المقالة ابو عمر هي نقطة تحول تاريخانية. بمعنى التاريخ العاطفي للحظة.
وهي مرثية الحرف المطبوع في الصحافة، مطلعها مثل مرثية ابن الرومي لولده:
بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي،
فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي.
وهي حيرة كاتب وطني محترم وقف كل حياته مقتنعا بما يقول مقنعا ناسه به، وتلك فضيلة.
أعني الحيرة.
الآن ينضم سؤالك، يا عزوة جيلنا كله، الى قلق البحث عن الجواب.
كل ما قبل، كانت هي المرحلة. وكل ما بعد كان هو الصدى.
مقالتك اليوم قبلها كان للحبر رونقه وللقلب دروبه.
وانت تطرح السؤال اليوم بحثا عن صورة جديدة وإطار جديد. فإن القادم على مهنة الكتابة، محزن حد الوجع.
صباحك اثارة للمشاعر أبو عمر)).
و ... سيظل الكاتب يكتب، ما دام في هذا العالم فساد واستبداد وقبح وظلم وعدوان.

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/12 الساعة 01:55