مدار الساعة - دعا قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش من يشعر بأعراض فيروس كورونا أن يتجنب صلاة الجمعة والجماعة.
وقال الهباش إن دعوته هذه تأتي في ظل انتشار المرض، وانسجامًا مع روح الشريعة الإسلامية ومقاصدها، التي منها حماية حياة المواطنين وصحتهم.
وتاليًا أبرز ما دعا إليه الهباش:
أولاً- تجنب السّفر خارج البلاد ما أمكن، وبخاصة إلى البلاد والأماكن الموبوءة بالمرض، فقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى عن الدخول الى البلاد الموبوءة بالأمراض المعدية القاتلة أو الخروج منها، حيث جاء عنه صلى الله عليه وسلم قوله: الطَّاعُونُ آيَةُ الرِّجْزِ، ابْتَلَى الله عَزَّ وَجَلَّ بِهِ نَاسًا مِنْ عِبَادِهِ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ، فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَفِرُّوا مِنْهُ
ثانياً- ندعو من شعر بعوارض هذا المرض، أو حتى قريبًا منها، أن يتوجه فوراً للجهات المختصة، ولا يجوز له شرعًا اخفاء هذا الأمر، لأنّه بذلك قد يتسبب في إيذاء النّاس، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا ضرر ولا ضرار".
ثالثاً- ندعو كل من يشعر بشيء من عوارض هذا المرض أن يجتنب أماكن اجتماع النّاس، بما فيها صلاة الجمعة والجماعة؛ وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى من أكل البصل والثّوم عن شهود صلاة الجماعة كي لا يؤذي النّاس برائحته، فالأولى أن من يمكن أن ينقل العدوى بهذا المرض الخطير أو غيره أن يجتنب الاختلاط باجتماعات النّاس حتى لا ينقل لهم العدوى المحتملة، وقد جاء عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهي الصريح عن ذلك في قوله: لاَ تُورِدُوا المُمْرِضَ عَلَى المُصِحِّ ، وعليه ندعو من يشعر بشيء من أعراض هذا المرض ألا يأتي إلى المساجد مؤقتًا ريثما تنجلي الأمور وتُكشف الغمة بإذن الله.
ومع كل ذلك، علينا ألا ننسى أن كل شيء إنما هو بأمر الله ومشيئته، وهو سبحانه القائل: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَاۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"، فقلوبنا تتوكل على الله وجوارحنا تأخذ بأسباب السلامة والوقاية، وهذا هو الإيمان والتوكل الصحيح، سائلين الله تعالى الحفظ والسلامة للجميع.