مدار الساعة-أعرب خبراء عن "مخاوفهم من أن تواجه المملكة تحديا حيال تلبية متطلبات الموسم الصيفي المقبل من المياه، وسط توقعات رسمية بارتفاع الطلب حوالي 5 % مقارنة بالموسم الماضي، في ظل انخفاض المخزون المائي بالسدود 10 % عن الموسم الماضي".
وشددوا، في تصريحات لـ"الغد"، على "أهمية جذب دعم وتمويل لصالح قطاع المياه، كونه الأهم بين المشاريع الاستراتيجية".
ودعوا إلى أخذ الدراسات العلمية و"البلاغات الوطنية الثانية والثالثة على محمل الجد، خاصة تحذيراتها من انخفاض الهطل المطري بما نسبته 30 % على مدار الأعوام المقبلة".
أمين عام سلطة وادي الأردن الأسبق دريد محاسنة "انتقد توجيه الدعم لتمويل مشروع الطاقة النووية في الوقت الذي ينتظر فيه أن يحصل مشروع ناقل البحرين (الأحمر- الميت)، على التمويل المالي اللازم، سيما وأنه ينقذ المملكة من أزمة مياه حقيقية على مدار الأعوام المقبلة في ظل ارتفاع الطلب المستمر".
وقال إن قضية "المياه الأردنية السورية لا تزال معلقة دون حلول بسبب الأزمة السياسية هناك، وبالتالي قد تلجأ المملكة للاستدانة أو شراء المياه".
وأوضح أن "الحل الجذري لمشكلة المياه بالأردن"، والتي تفاقمت بسبب اللجوء السوري، "يكمن في حل المشكلة السورية وعودة اللاجئين لموطنهم، وتطوير مشروع ناقل البحرين بمضمونه الأساسي الذي يوفر 650 مليون متر مكعب".
واعتبر محاسنة أن قضية الزراعة تمضي "دون رقابة من ناحية اختيار الأصناف الزراعية المناسبة واستهلاكها حوالي 60% من المياه"، داعيا الى تطوير مشاريع مائية أخرى، وتطوير عمليات تحويل مياه المسوس في منطقة الأغوار لمياه حلوة واستعمالها لغايات الزراعة.
من جهته، دعا عميد كلية هندسة الموارد الطبيعية وإدارتها في الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور منجد الشريف "الدول المتأثرة بالانحباس الحراري الى المطالبة بالحصول على تمويل مشاريع للتكيف مع التغير المناخي"، وعلى رأسها مشاريع البحث عن مصادر مياه جديدة وتطوير لحالية، سيما وأن حصة الفرد لا تتجاوز حاليا 90 مترا مكعبا بسبب ارتفاع الطلب الناجم عن اللجوء السوري والتطور الاقتصادي والضغط السكاني بالمملكة.
وحذر الشريف من خطورة انعكاس ضعف الهطل المطري على نقص الجريان السطحي للمياه، موصيا بضرورة إيجاد مصادر ومشاريع جديدة لتأمين المياه من ضمنها مشاريع التحلية التي صارت أساسية، ومشروع ناقل البحرين (الأحمر- الميت)، وإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة. وأشار بهذا الخصوص الى أهمية "التركيز على فعالية استخدام المياه خاصة في قطاع الزراعة"، مؤكدا أهمية تفعيل العمل باستراتيجية قطاع المياه، وتوفير التمويل اللازم للقطاع الذي يعد من القطاعات المهمة التي تنافس على التمويل ويعتبر الاستثمار فيها مجديا.
كما دعا الشريف الى "إعادة دراسة إدارة المصادر المائية المشتركة سواء مع إسرائيل مثل نهر الأردن واليرموك والأحواض الجنوبية في وادي عربة، أو مع سورية مثل نهر اليرموك، أو مع السعودية مثل حوض الديسي.
بدوره، اكد وزير المياه الأسبق محمد شطناوي ضرورة الاعتماد على التوزيع العادل للمياه وترشيد استهلاك المياه "كحل آني لمشكلة ازدياد الطلب على المياه"، بموازاة البحث عن مصادر جديدة وتطويرها.
من جهتها تؤكد مصادر بوزارة المياه والري أن صياغة "خطة صيف العام 2017 تتطلب جهودا استثنائية من المعنيين بعمليات التزويد المائي والتشغيل والصيانة وشركات وإدارات المياه بالمحافظات بهدف إيصال المياه للمواطنين وضمان استقرار التزويد المائي خلال الصيف".
وبينت أن كميات المياه المخزنة في مختلف سدود المملكة وكميات المياه المتاحة التي يتم تأمينها من كافة المصادر المعتمدة هي التي تتحكم بصياغة موازنة المياه، ومن خلال الالتزام ببرنامج دور دقيق وعادل، واستمرار عمل المصادر الحالية المتاحة، مع سرعة الاستجابة للإصلاحات الطارئة ، والاهتمام بالفاقد والعمل على تخفيضه عبر سرعة الاستجابة لمعالجة الاعطال.
ويتوقع أن ترتفع الاحتياجات المطلوبة من المياه خلال الموسم الصيفي المقبل إلى حوالي 368 مليون متر مكعب مقارنة بـ 350 مليونا خلال الموسم الصيفي العام الماضي.
وبلغت كميات التخزين في سدود المملكة الرئيسية الـ11 حتى منتصف شباط (فبراير) الماضي، حوالي 163 مليون متر مكعب، تعادل 48.9 % من إجمالي سعتها التخزينية البالغة 333.24 مليون متر مكعب، فيما وصل التخزين الكلي خلال الفترة ذاتها من الموسم الماضي إلى 192.3 مليون متر مكعب، تعادل 59.1% من إجمالي السعة التخزينية للسدود.
وشهدت المملكة ارتفاعا كبيرا في الطلب على المياه بنسبة 25 % نتيجة تدفق اللاجيئن السوريين بشكل مستمر الى المملكة فيما يبلغ معدل الزيادة الطبيعية في الطلب على المياه 6 % سنويا.
الغد