عمر الزيود يستصرخ الملك «سيدي وسام والدي ضاع» وانا السبب

مدار الساعة - المكان : اربد منطقة كفر أسد

الزمان : قبل ثلاث عقود من الزمن

لم انسى ذلك المشهد عندما دخل والدي إلى البيت عائدا من وحدته العسكرية كان بسطاره مليء بالأتربة والغبار ، المشهد الوحيد الذي أذكره في البيت والمنطقة كلها هو الغبار على بسطار والدي العسكري

كبرت كثيرا حتى التحقت في مدرسة الثورة العربية الكبرى للثقافة العسكرية في الزرقاء والتي من اهم شروط الالتحاق بها هو اللبس العسكري وخصوصا البسطار ، فرق كبير بين بسطار الطالب وبسطار العسكري الحقيقي هذا ما اتضح لي كل صباح وانا اتذكر الغبار على بسطار والدي وبسطاري انا .

كان المشهد مؤثرا جدا لي عندما كنت طفلا والتساؤل الوحيد كان يمتلكني لماذا بسطار والدي عليه غبار واتربة وبسطاري نظيفا ملمعا .

كبرت ولم أجد الاجابة سوى في خزانة والدتي حيث كانت تخبئ وسام عسكري مرصعا في الذهب كان تكريما من الجيش العربي لوالدي لإصابته في مهمة عسكرية في الغور وتحديدا بالقرب ما يعرف عند الأردنيين ( طلوع العدسية) .

سرقت الوسام دون علم والدتي في احدى الأيام ووضعته على قميص المدرسة استعراضا امام الطلاب والمعلمين كنت في الأول ثانوي و كنت ارتديه كل يوم .

لم يعد الوسام إلى خزانة والدتي لأنه تاه في جهل طفولتي الشقية وبقي البسطار على السدة في المطبخ .

في يوم شتاء قارص جدا كانت صوبة الحطب في الصالون لكن لا يوجد حطب اخي كان يدرس الماجستير وانا أشاهد التلفزيون لا الماجستير ولا التلفزيون كان لهم طعم واستمتاع ونحن نشعر بالبرد الشديد... كانت الفكرة مني ان نستعين( الكنادر ) القديمة لاشعالها في صوبة الحطب لننعم بالدفء وبدأنا ببسطار والدي كنت خائفا جدا من البسطار كنت ارتجف وانا اسوقه إلى بيت النار كان موقفا صعبا جدا عادت بي الذاكرة إلى الوراء كثيرا شعر أخي بالدفء وتشجع كثيرا لمتابعته دراسته وانا بقيت باردا من هول المنظر.

ما زلت ارتجف في كل شتاء لأن لا دفء يغني عن دفء بسطار الجيش.

عمر الزيود