مدار الساعة - تود "المجموعة الأكاديمية لفلسطين" (بالَك) والتي تعبر عن آراء الكثير من الأكاديميين أصحاب الفكر الحر، حول العالم، أن تعبر عن عميق تقديرها للرسالة التي وقعها خمسون وزيرا ومسؤولا سابقا، في أوروبا؛ والتي نشرتها صحيفة "الغارديان" بتاريخ 27 شباط (فبراير)، رفضاً لما يسمى "صفقة القرن". إنّ هذا الصوت الجماعي والشجاع شديد الاهمية ويلقى بالغ الاحترام، خصوصاً أنه يأتي في وقت تطغى فيه الحسابات السياسية العمياء، والمصالح الانتخابية المتطرفة، سواء في أمريكا او إسرائيل، بحيث تجرف معها كل مبادئ الحد الأدنى من العدالة، والحقوق الوطنية، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وقضيته.
إنّ أوروبا والسياسيين الأوروبيين مدعوون أكثر من أي وقت مضى للقيام بدور أكثر حرصاً في الحفاظ على قواعد وقيم القانون الدولي، وعلى دور الأمم المتحدة، وخصوصاً قرارات مجلس الأمن في القضايا والبلدان التي طال فيها انتظار السلام الدائم. إن ترك قضايا مثل فلسطين، ليقرر بشأنها سياسيون شعبويون من أمثال بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيؤدي إلى مزيد من التطرف والصراعات.
إنّ هذه "الصفقة" الفضيحة التي عبرتم بشجاعة عن اعتراضكم عليها، هي بالتأكيد صفعة في وجه العقلانية، سواء من حيث محتواها أو من حيث آلية صياغتها وطرحها.
فمن ناحية المحتوى وكما قال دبلوماسي إسرائيلي سابق، فإنّ هذه الخطة تؤسس لنظام فصل عنصري (أبارتهايد) في فلسطين وضد الفلسطينيين.
ومن ناحية الآلية، فإن الخطة المطروحة تمثل تجسيدا للعنجهية، وللتنكر للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة، وتكريس الإحتكام إلى شريعة الغاب.
إنّ ما تطرحه الصفقة ليس سوى شرعنة نظام تمييز عنصري قائم بالفعل وبحكم الامر الواقع في كل الأراضي المحتلة، في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس الشرقية، وما تسعى له هذه الخطة هو إيجاد قبول لهذا النظام وجعله محور الحل النهائي.
إنّ المضمون المجحف لهذه الخطة يبرز في كل بندٍ جاء فيها؛ حيث يتم التعامل مع الفلسطينيين كما لو كانوا لا يزيدون عن كونهم حُراساً على الأمن الإسرائيلي، مع إهمال تام لحقوقهم الوطنية الثابتة المعترف بها عالميّاً.
إنّ المجموعة الأكاديمية لفلسطين، تحيي موقفكم أيها الساسة الأوروبيين الحكماء، وتؤكد لكم أن صوتكم الشريف قد تم سماعه، كما تم الترحيب به بشدة، ليس من قبل الفلسطينيين وحسب، ولكن من كل أنصار الحرية والكرامة حول العالم، الذين يتوقون لرؤية نهاية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ويريدون رؤية دولة فلسطين الحرة ذات السيادة، دون أي مرواغة سياسية أو أخلاقية.
أعضاء المجموعة الأكاديمية لفلسطين - بالَك
خالد الحروب، أحمد جميل عزم، إبراهيم فريحات، الما عبد الهادي، باسم الزبيدي، عبير النجار، غسان الخطيب، شفيق الغبرا، عبير ثابت، ساري حنفي، رامي خوري، محمد الصفطاوي، جورج جقمان، نديم روحانا، مخيمر أبو سعدة.