مدار الساعة - ركزت مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني، وجلالة الملك هارالد الخامس، ملك مملكة النرويج، في قصر الحسينية اليوم الاثنين، على سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وخلال المباحثات الثنائية التي جرت بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وجلالة الملكة سونيا، وسمو الأمير علي بن الحسين، رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، وسمو الأميرة ريم علي، تم التأكيد على عمق العلاقات المتميزة بين البلدين، وأهمية مواصلة التنسيق والتشاور بينهما إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي المباحثات الموسعة، التي حضرها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وسمو الأمير علي بن الحسين، وكبار المسؤولين في البلدين، أكد جلالة الملك أهمية توسيع آفاق التعاون بين الأردن والنرويج في المجالات كافة، خصوصا الاقتصادية منها. وقال جلالة الملك، في بداية المباحثات، "أرحب بكم وبجلالة الملكة في زيارتكم الأولى لمنطقتنا، وأنتم في الأردن في بلدكم الثاني".
وأعرب جلالة الملك عن سعادته بأن يكون الأردن وجهة ملك وملكة النرويج في أول زيارة دولة لهما للشرق الأوسط، مستذكرا حفاوة الاستقبال خلال زيارة الدولة التي قام بها جلالته قبل عشرين عاما للنرويج.
وقال جلالة الملك "تجمعنا علاقات عميقة تمتد إلى حوالي نصف قرن.
وفيما يتعلق بالجانب السياسي، لطالما عملنا معا على القضايا التي تخص المنطقة".
وتابع جلالته "أعبر عن تقديرنا وشكرنا للنرويج على جهودها في التقريب بين الشعوب، سواء أكان ذلك من خلال محادثات أوسلو وغيرها الكثير من الجهود".
وقال جلالة الملك "لدينا فرصة اليوم لبناء شراكات بين القطاع الخاص في بلدينا، ونأمل أن يمهد ذلك إلى توطيد العلاقات بين شعبينا".
وأضاف جلالته "أشكر جلالتكم وحكومتكم على موقفكم في دعم ما نؤمن أنه السبيل الوحيد للتقدم في منطقتنا حيال القضية الفلسطينية، وهو حل الدولتين.
لذا، نحن نثمن دور حكومتكم في دعم ذلك، ونأمل أن تتمكن أصوات الحكمة من التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليتمكنوا أخيرا من التقدم إلى الأمام في العملية التي كان لبلدكم دور مهم فيها".
وختم جلالة الملك حديثه قائلا، "أرحب بكم ثانية، ونحن نقدر دوركم ودور بلدكم.
استضافتكم هنا تحمل رمزية تتعلق بمستقبلنا المشرق والمزدهر لبلدينا".
من جهته، أعرب جلالة الملك هارالد الخامس، ملك مملكة النرويج، عن شكره لجلالة الملك على حسن الاستقبال.
وقال "لقد استغرقتنا الرحلة 20 عاما، وها نحن هنا. إننا سعداء جدا بوجودنا، وإنني على يقين أنه خلال لقاءاتنا معا في اليومين القادمين سنحقق نتائج مجدية في جهودنا المشتركة نحو عالم أفضل".
وخلال المباحثات، لفت جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى أهمية الاستفادة من الفرص المتاحة، وبناء شراكات اقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين، خصوصا في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتجارة، وريادة الأعمال، والطاقة المتجددة.
وأعرب جلالة الملك عن تقديره للدعم الذي تقدمه النرويج للأردن في العديد من القطاعات التنموية، بما في ذلك متطلبات خطة الاستجابة للأزمة السورية لدعم اللاجئين والمجتمعات المستضيفة.
كما تناولت المباحثات آخر التطورات الإقليمية والدولية، حيث أكد جلالة الملك على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى سلام شامل ودائم على أساس حل الدولتين، وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، القابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وثمن جلالة الملك موقف النرويج الداعم لعملية السلام، وجهودها التاريخية المبذولة للتوصل إلى حل شامل، إضافة لدعمها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وتطرقت المباحثات إلى الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، فضلا عن الجهود المبذولة في الحرب على الإرهاب، وفق نهج شمولي.
وحضر المباحثات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك للاتصال والتنسيق، ومستشار جلالة الملك للسياسات والإعلام، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، والسفير الأردني في النرويج.
كما حضرها عن الجانب النرويجي وزيرة الخارجية، ووزيرة التجارة والصناعة، والسفيرة النرويجية في الأردن، والوفد المرافق لملك مملكة النرويج.
وكانت قد جرت لجلالة الملك هارالد الخامس، ملك مملكة النرويج، وجلالة الملكة سونيا، مراسم استقبال رسمية في قصر الحسينية، حيث كان في مقدمة مستقبليهما جلالة الملك عبدالله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
واستعرض جلالته وملك مملكة النرويج حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، حيث أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحيّة للضيف، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني النرويجي والملكي الأردني.