انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

زكارنة يكتب: القائمة العربية المشتركة نضوج شامل

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/02 الساعة 13:28
حجم الخط

الكاتب : كمال زكارنة

يتمتع قادة ومرشحو واعضاء القائمة العربية المشتركة في الداخل الفلسطيني المحتل بنضوج وطني وسياسي وفكري واجتماعي عميق جدا ،مكّنهم من التغلغل والتقدم في الساحة السياسية الصهيونية ،ودحر كل المعيقات والحواجز التي وضعتها الاحزاب والعنصرية الصهيونية في طريقهم خلال العقود السبعة الماضية ،واستطاعوا هم واخوانهم من القوى والاحزاب والتجمعات والتكتلات الفلسطينية والعربية الاخرى اثبات وجودهم بالقوة الفكرية والسياسية والمواجهات الدامية احيانا وصمدوا بكل شجاعة ورجولة واصبحوا قوة كبيرة لا يستهان بها بل يحسب لها الصهاينة الف حساب.

هذا الانجاز الوطني التاريخي الذي يسجل للجماهير الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل ،يشكل بلا ادنى شك نواة لصيرورة فلسطينية سوف تكبر مثل كرة الثلج الذي لا يذوب ،لتحتل مساحات اكبر على الارض الفلسطينية المحتلة ،وتنتزع الحقوق السياسية والاجتماعية والصحية والتعليمية والاسكانية والخدمية بانواعها بقوة الحضور السياسي والفكري والاجتماعي الناضج والكفؤ ،مع الاصرار بقوة الارادة والعزيمة والشجاعة على تحقيق الانجاز تلو الانجاز .

اليوم تخوض القائمة العربية المشتركة موحدة انتخابات الكنيست الصهيوني الثالثة ، ومن خلفها جماهيرها الفلسطينية والعربية العريضة ،التي تؤمن لها الدعم والمناصرة والمساندة ،والتي تستعد الى رفع نسبة المشاركة العربية في الانتخابات لتصل الى اكثر من 65% حتى تحصد ستة عشر مقعدا في الكنيست الجديد ،وتفرض نفسها ووجودها وسماع كلمتها بكل قوة وجرأة ،وتحتل المكان الذي يليق بها سياسيا وبرلمانيا واجتماعيا رغم انوف الحركات والاحزاب الصهيونية المعارضة لها .

اليوم ،الجماهير الفلسطينية والعربية في الداخل الفلسطيني المحتل ،على درجة كبيرة من الوعي والنضوج الفكري والسياسي والاجتماعي ،وتعرف جيدا ماذا تريد وماذا لا تريد ،وتعرف كيف تواجه الظلم والقهر والعنصرية الصهيونية وادواتها ،وكيف تهزمها وتنتصر عليها ،انها عملية بناء متراكم ومتواصل استمر عقودا من الزمن حتى تحقق هاذ الانجاز الكبير الذي كلّف الكثير من التضحيات الجسام ،لذا يجب الحفاظ عليه والبناء عليه وتعظيمه وتطويره ،وهذا ما سيحدث اليوم وفي المستقبل.

حاولت اجهزة الامن الصهيونية اختراق الجمهور الفلسطيني في الداخل المحتل ،وقام افرادها بأعمال القتل والاغتيال ،لاشعال نار الفتنة بين الاخوة والاشقاء ،لكنها فشلت بفضل الوعي الجماهيري الفلسطيني ،وكان هدفها تفتيت الوحدة الجماهيرية الفلسطينية واضعاف قوتها وتأثيرها في الداخل المحتل ،للسيطرة عليها بسهولة ،لكنها فشلت ايضا ،وظل النسيج الوطني متماسكا موحدا في وجه المحتلين .

اذا لم يفسد نتنياهو وحزبه الانتخابات ويفشلونها هذا اليوم ،فان القائمة العربية المشتركة سوف تفاجيء الجميع بنتائجها المشرفة.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/03/02 الساعة 13:28