ثقة ملكية كبيرة تلك التي نالها اللواء الركن حسين الحواتمة، عندما عهد إليه جلالة الملك عبداالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمهمة لم يخف على احد صعوبتها، والمتمثلة بدمج مديريتي الدرك والدفاع المدني في مديرية الأمن العام.
أكبر المتفائلين توقع النجاح للحواتمة بعد حين من الزمن لا يقل عن 6 أشهر، أو حتى عام وأكثر، إنما قليلون من توقعوا نجاح الحواتمة بمثل هذه الطريقة المدوية من أول شهر تسلم فيه القائد الشاب المهمة، وهؤلاء هم من تابعوا نجاحات الحواتمة المتتالية في قوات الدرك، والتي قادته سابقاً لتسلم قيادة أكبر منظمة أمنية على مستوى العالم وهي المنظمة الدولية لقوات الشرطة والدرك.
ومنذ بدء السير بالإجراءات التشريعية والإدارية لعملية الدمج، تسابقت وسائل الإعلام لخطف أي تصريح، أو نشر أي إعلان أو إجراء تحدثه مديرية الأمن في هذا الإطار، وانتظر الكثيرون خروج الحواتمة في مقابلات تلفزيونية لإطلاق وعود وتصريحات واستراتيجيات خمسية وعشرية، لكن الرجل الذي اعتذر عن قبول المهنئين منذ اليوم الأول، آثر العمل خلف الأبواب الموصدة بعيداً عن الأضواء، واحتفظ بهدوئه رغم حملة التشكيك والتشويه التي انطلقت برعاية شياطين التواصل الاجتماعي.
رد الحواتمة جاء بعد أيام قليلة من المصادقة على قانون الأمن العام، بأفعال تحدثت عن الأمن العام الجديد، إجراءات تخطت التوقعات، وفتحت الباب لمستوىً جديدٍ من الآمال، ومسيرة متجددة من خدمة الوطن، خاصة بعد زيارة ملكية سامية خص بها جلالة الملك مديرية الأمن العام وأعلن فيها عن الدعم المطلق لمنتسبيها من مختلف التشكيلات والصنوف، ليمضي الأمن العام الجديد بشكله الحديث، وروحه الجديدة التي حملت المعنوية العالية للعاملين، والرضا للمتقاعدين الذي عبروا عن شكرهم للقيادة الهاشمية على دعمها الموصول، وكل يمضي في طريقه لخدمة ال?طن والمواطن، وبما يليق بأردننا العزيز، فمن أجراءات إدارية نالت استحسان العاملين، إلى قرارات هامة للمتقاعدين، وصولاً إلى انجازات بدأنا نقطف ثمارها في الكشف عن جرائم كانت قد سجلت ضد مجهول وطويت صفحاتها في دفاتر النسيان.
اليوم يثبت الأمن العام الجديد أن النجاح والإنجاز ممكن في كافة الاتجاهات إن نحن أخلصنا النية وأدينا ما علينا من فروض وواجبات، ومن جديد يكسب الحواتمة الرهان على حسن قيادته، وعلى قدرته البارعة في التقاط الرسائل والتوجيهات الملكية وترجمتها على الفور إلى أفعال تخدم الوطن والمواطن، وتسهم في نهضة لا زلنا نبحث عن مفرداتها في إقليم مزدحم بالتحديات.
تحية حب وولاء نزجيها إلى قائد المسيرة الهاشمي الحكيم المدافع عن ثوابت الأمة، ورسالة ثقة نخطها إلى مديرية الأمن العام، ومديرها الأردني الملوح بشمس الوطن، وإلى النشامى الساهرين على أمننا في كل بقعة على ثرى الأردن الطهور، وحمى االله الوطن.
أحمد أبو الفيلات - الرأي