انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

المعارضة الخارجية... أدوار مشبوهة

مدار الساعة,مقالات مختارة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/29 الساعة 22:57
حجم الخط

أواصل الإجابة عن سؤال صديق حول المعارضة الخارجية والأثر الذي يمكن أن تتركه, بعد أن تحدثت في مقال سابق عن التجربة الأردنية مع المعارضة الخارجية, وكيف أنها لم تترك أثراً يذكر, رغم أنها تكونت في السابق من ذوات محترمين, لم تكن على معظمهم شبه فساد, أو تكسب بالعمل العام, أو إدعاء أدوار أو توهم أدوار, أو اختلاق معلومات ومواقف, لذلك عندما اكتشفوا خطأ اجتهادهم عادورا إلى وطنهم, وصاروا جزء أساسياً من مؤسسات دولته. علماً بأنه لم يعرف عن غالبيتهم الساحقة أنها سعت إلى تلطيخ صورة وطنها, مثلما لم تسعى إلى نشر الإحباط والسوداوية بين المواطنين, بل على العكس من ذلك, فقد كان الكثيرون من المعارضين الأردنيين في الخارج يحتجون على محاولات الإساءة للأردن الوطن, وكانوا يحصرون خلافهم في المواقف من القضايا السياسية, قبل أن تنحاز الغالبية الساحقة من المعارضة الأردنية إلى خيار الدولة الأردنية وتتبنى المواقف التي كانت تعترض عليها, وقد وصف أحد رموزها هذا الاعتراض بأنه كان طيش شباب.

ما أريد أن أقوله أن المعارضة في الخارج وعن بعد, لا يمكن أن تحدث أثراً إيجابياً بل على العكس من ذلك, فغالباً ما توظف هذه المعارضة للقيام بأدوار مشبوهة تسيء فيه لأوطانها, بل ولتدمير هذه الأوطان, فإن انتهت مهمتها أو فشلت بها تم الاستغناء عنها. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى, فأين هم أولئك الذين تم استخدامهم لتحريض الشعب المصري عبر وسائل التواصل الاجتماعي, ولماذا اختفوا من المشهد بعد أن أدوا دورهم في ماسمي بثورة فبراير 2011, ومثلهم سائر نجوم شاشات التواصل الاجتماعي أيام الربيع العربي؟.

أكثر من ذلك أين هم رموز بعض المعارضات العربية الخارجية, الذين كانت تُسخر لهم أهم القنوات الفضائية والإذاعية, ويتصدرون المؤتمرات, ويسكنون أرقى فنادق العالم؟ ألم يتم شطبهم جميعاً بعد أن استنفد مشغليهم أغراضهم منهم. وأولها تلطيخ صورة أوطانهم, بعد توظيفهم لتأجيج الصراعات بين أبناء الوطن الواحد عرقياً ومذهبياً وطائفياً؟ ألم تستخدم المعارضة الخارجية خاصة في سنوات ماسمي بالربيع العربي كذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للكثير من البلاد العربية, بل واحتلالها وتدميرها؟

خير مثال على الدور السيء والمشبوه للمعارضة الخارجية, تقدمه تجربة العراق, فقد عاد قادة المعارضة العراقية الخارجية إلى العراق على متن دبابات الغزو الأمريكي, الذي استخدم هذه المعارضة كجسر وحجة لاحتلال العراق وتدميره ونهب ثراوته, والآن بعد ما يقارب من العقدين من الزمن, ماذا حصد العراقيون جراء مازرعته المعارضة الخارجية, غير الجوع والمرض والدمار, وثروة كدسها بعض رموز هذه المعارضة من خلال متاجرتهم بغذاء ودواء العراقيين, بعد أن عمل بعض رموز هذه المعارضة لحساب المحتل لا لحساب وطنهم, وأساءوا للمعارضة الحقيقية التي كان يمكن أن تقود العراق لما هو أفضل, لولا أولئك الذين لطخوا صورته ولطخوا صورة مفهوم المعارضة في بلادنا. الرأي

Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/29 الساعة 22:57