انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

ملحيس تكتب: تعريب قيادة الجيش.. قرار الحسين الحاسم

مدار الساعة,مقالات,الحسين بن طلال
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/29 الساعة 12:38
حجم الخط

بقلم : رنا ملحيس

في مثل هذه الأيام عام ١٩٥٦ أدرك المغفور له الحسين بن طلال ان الاردن لن يستكمل استقلاله وسيادته إلا باطاحة القيادات الاجنبية التي تسيطر على الجيش الاردني..

وبالرغم من ان الحسين كان وقتها شابا في مقتبل العمر ولم يتعدَ على استلامه الحكم أكثر من تلاث سنوات إلا أنه كان حكيما ذا نظرة بعيدة ومستمعا جيدا لآراء شعبه الأردني معتمدا على الشورى مع نخبة أبناء هذا الشعب الذين كانوا كارهين لوجود القيادات العسكرية بالجيش العربي الذي فرض عليهم بعد انتهاء الإنتداب البريطاني عام ١٩٤٦ ضمن اتفاقية وقعت مع الأردن تقضي بسيطرة الإنجليز على المناصب العليا في الجيش.

وبالرغم من صعوبة هذا التحدي أمام الحسين إلا أنه اتخذ هذا القرار بكل شجاعة وتصميم فقام بإعفاء الضابط الانجليزي غلوب باشا من منصبه مما أثار غضبه وتوتر العلاقات مع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ثم تبعه قرار بإعفاء جميع القادة الإنجليز من مناصبهم العسكرية وأمرهم بمغادرة البلاد فورا.

لم يتردد الحسين باستكمال هذه الخطوة المشرفة برغم الضغوط السياسية الخارجية آنذاك فقام بتسليم قيادة الجيش لأبناء الوطن الشرفاء. استقبل الأردنيون قرار تعريب الجيش العربي بكل فخر وابتهاج عندما زف إليهم عبر الإذاعة الاردنية من مدينة القدس بأثير صوت المغفور له الحسين قائلاً : "أيها الضباط والجنود البواسل، أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم، ضباطاً وحرساً وجنوداً وبعد، فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطننا، أن نجري بعضاً من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش، فنفذناها متكلين على الله العلي القدير، ومتوخين مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتها، وإنني آمل منكم كما هو عهدي بكم النظام والطاعة، وأنت أيها الشعب الوفي هنيئاً لك جيشك المظفر الذي وهب نفسه في سبيل الوطن، ونذر روحه لدفع العاديات عنك مستمداً من تاريخنا، روح التضحية والفداء، مترسماً نهج الأُلى في جعل كلمة الله هي العليا، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

ومنذ ذلك اليوم عمل المغفور له الحسين بن طلال وسار على خطاه جلالة الملك عبد الله على تطوير وتأهيل هذا الجسد العسكري العظيم فكان نموذجا عربيا تميز بإحترافيته و قوته التي تعتبر درعا حاميا للوطن الذي ينعم بالأمن وسط منطقة تعاني من الأزمات السياسية و العمليات الإرهابية.

مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/29 الساعة 12:38