بقلم: د. خلف الطاهات
بفيض عابق من مشاعر الفخر وعميق الاعتزاز، واللسان يلهج بالدعاء والثناء والشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين على توجيهاته السامية بتزويد كلية الاعلام في جامعة اليرموك باحدث التقنيات التي توصلت اليها التكنولوجيا في الانتاج التلفزيوني لتمكين طلبة كلية الاعلام من الحصول على تعليم نوعي يهيأهم لسوق العمل بحرفية عالية وللارتقاء بمهنة الاعلام ليكونوا عونا لا عبئا في مفاصل انتاج الوعي وتوجيه مسارات الراي العام بمنتهى الدقة والحيادية والموضوعية .
الخميس الماضي وبتوجيهات ملكية سامية، سلم رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر يوسف حسن العيسوي كلية الاعلام باليرموك احدث عربة نقل تلفزيوني، وهي احدث عربة للبث الخارجي مجهزة باكثر من 12 كاميرا تلفزيونية ووحدات انتاج تلفزيوني، تجسد نهجا هاشميا متواصلا من الرعاية لهذه الكلية بشكل خاص، منذ أن كانت "قسما في كلية الآداب"، حتى تأسيسها ووضع حجر أساسها من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني عام 2008. مرورا بعام 2015 بمنح كلية الاعلام وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى، الى تشرف اثنتان من بناتنا الطالبات في كلية الاعلام لاجراء لقاء تلفزيوني حصري وخاص مع جلالة المك خلال الصيف الماضي، بالاضافة الى مخاطبة جلالتكم لابنائكم الطلبة ومنهم طلبة الاعلام خلال حضور جلالة الملك المفاجيء لاحدى قاعات جامعة اليرموك قبيل نهاية العام الماضي ضمن مبادرة "انهض".
وانتم تغمروننا يا سيدي بدعمكم الدائم والمتواصل، فاسمحوا لي يا مولاي ان ارفع الى جلالتكم باسم ابنائكم الطلبة من فرسان كلية الاعلام واخواني اعضاء الهيئة التدريسية والادارية اسمى آيات الشكر والولاء والوفاء على لفتتكم السامية وهي لفته وان عظمت تضيع في بحر عطائكم وما اسبغتم على كلية الاعلام باليرموك من رعاية واهتمام ودعم ملكي متواصل.
و تمثل هذه العربة والتي تعد محطة تلفزيونية متنقلة الاستخدامات إضافة علمية وعملية وستكون علامة فارقة وقفزة أكاديمية رائدة لكلية الإعلام، ولطلبة قسم الإذاعة والتلفزيون بشكل خاص على صعيد التدريب والممارسة الميدانية الواقعية "للإعلام المرئي والمسموع" من خلال تغطية وتناول ومتابعة الأحداث من موقعها ومكان حدوثها وبثها مباشرة إلى الجمهور بحرفية ومهنية عالية.
كلية الاعلام بكافة كوادرها وهي الممتنة لجلالة الملك على الدوام لرعايته الكبيرة لها، والحرص الملكي على دعم اعلاميي المستقبل، لتؤكد انها ملتزمة وبلا ادنى تقاعس عن مسؤولياتها الوطنية في خدمة اهداف الدولة الأردنية، من خلال مخرجات مؤهلة وكفؤة وقادرة ان تعبر عن ضمير الوطن وهويته وتعكس إرادة الأردن وتطلعات أبنائه وبناته ويتمتع بحرية التعبير وتعددية الآراء.
كلية الاعلام في اليرموك التي رفدت ولا زالت الوطن والاقليم باهم وابرز صحفيي واعلاميي الدولة والصحف والمؤسسات وموجهي الراي العام من كبار الكتاب، تعاهدكم مولاي ان تجسد رؤيتكم في التغيير، التغيير من خلال تجذير مفهوم "المهنية" فكرا وممارسة وسلوكا لدى طلبة كلية الصحافة والاعلام، ليبقى اعلامنا الاردني- ونحن اكبر مزودي له- قادر على التغيير بعيدا عن العجز والارتجاف، متمكنا من التاثير لا يعرف الخنوع او الخوف في حماية مصالح الدولة الاردنية ويبرز دور الاردن في كل المحافل، وقادرا على ايصال رسالته وانجازاته.
استذكر هذه اللحظات، وانا المؤتمن على قيادة كلية الاعلام الحكومية الوحيدة في الدولة، صرخة جلالة الملك المدوية التي اطلقها نهاية تشرين الثاني 2018 عبر مقال "منصات التواصل ام التناحر الاجتماعي" وانتم ترون المجتمع ومكوناته تغرق بفوضى صناعة الاشاعة الممنهجة الهدامه، تحركتم عبر مقال صحفي مؤثر في كلماته، تبددون عبر حروفه من يصنع التشاؤم ويتطاول على الناس باسم الحرية، ويخلط الاوراق لتحقيق المكاسب، وشاغل الدولة واجهزتها عن اولويات الوطن فكانت ولا زالت حروف مقالكم السامي نهجا لنا في كلية الاعلام نستهدي به في تعزيز ثوابت المهنية الصحفية من خلال ممارسة صحافة حرة مسؤولة تتميز بالحيادية والرصانة والاتزان والمصداقية، وصولا لاعلام منفتح على مكونات الوطن ويعبر بواقعية بعيدا عن الاتهامية، يوثق الحقيقة كما هي لا يطويها.
هذا هو ديدن جلالة الملك في رعاية الشباب ودعمهم وتوجيه كل مؤسسات الدولة واجهزتها لتمكينهم وتنمية مهاراتهم وتعزيز قدراتهم، وما توجيهات جلالة الملك السامية لدعم كلية الاعلام وطلبتها بتوفير احدث الاجهزة والمعدات الا رسالة بالغة المعنى والدلالة بحجم الاهتمام الذي يحظى به الملف الاعلامي لدى جلالته سواء كان اعلام ميداني مؤسساتي ام اكاديمي معرفي، وبنوعية المخرجات المطلوبة لمن سينخرط في حمل رسالة الوطن والدفاع عن ثوابته، بل هي دعوة ملكية للالتفات اكثر للتعليم الصحفي الاكاديمي ورسالة ملكية من ان الاستثمار الحقيقي بإعلام الدولة يبدأ من كليات الصحافة، ولان إعلام اليرموك هي حجر الاساس، وقِبلة الدارسين، ومعسكر الصحفيين والاعلاميين، ودرب السائرين في الحق واليقين، فكانت ولا زالت محط اهتمام ورعاية ملكية مستمرة ومتجدده، وستبقى اليرموك رافدا متدفقا للدولة ومؤسساتها باعلاميين وصحفيين مسلحين باحدث المعارف والمهارات يخوضون حربها وسلمها، ويعلون رسالتها وموقفها، وينبرون لاعدائها وخصومها، ويصوغون حُلمها وطموحاتها، ويتمسكون بثوابتها وقيمها، ولا يساومون على كرامتها وكبريائها !!