مدار الساعة - خاص - بقلم: عدنان الروسان
زيارة أمير قطر هذا اليوم الى الأردن مهمة للغاية ليس لاستثمارات متوقعة فقط أو لوظائف لبعض المليون عاطل عن العمل عندنا من شباب الأردن وهذا وذاك مهم، ولكن لأننا اشتقنا الى لقاءات عربية بين زعماء العرب او من تبقى منهم تعيد الحياة الى العمل العربي المشترك ولو بحدوده الدنيا، وقد كنا كتبنا كثيرا في هذا الاتجاه إلا أن الاسراف في الكتابة في الموضوع لا يضير لأننا نعيش سنين عجافاً عصيبة على الصعيد السياسي العربي والدول المرشحة حاليا لبعض الفعل قطر على رأس القائمة والكويت أيضا والأردن وربما المغرب وتونس وعمان والأمل كبير ان تكون هذه الدول او بعضها هي الرافعة الحقيقية لنهضة عربية سياسية ولو جزئية تسير بالجهد العربي نحو استكمال المهمة حيث يكون العرب كلهم في تجمع واحد بعدما انهارت التجمعات كلها.
لا نريد أن نكيل المديح لقطر حتى لا يبدو الكلام عاطفيا وحسب ولكننا ومن خلال رؤيتنا وملاحظتنا للجهد العربي وجدنا أن قطر كانت راشدة وعاقلة في خضم ما يجري في الإقليم وحاولت ونجحت في تفادي أعاصير كادت أن تطيح بها دون أن تدخل في مهاترات او مناورات او مماحكات لا طائل تحتها ولا يمكن أن ننسى مواقف الكويت في رأب الصدع او التصدعات التي أصابت وما تزال تصيب الجسم العربي..
أننا نرى أن الأمر الأهم اليوم أن تنجح اللقاءات الأردنية القطرية في إذابة كل الجليد الذي تراكم في السنوات الماضية وأن نعتبر أن ما مضى قد انقضى وأن المصلحة العربية المشتركة تستدعي ان تكون العلاقات الأردنية القطرية مبنية على واقع استراتيجي جديد وأن لا يكون هناك اي ظرف يجعل من اللقاءات موجة علاقات عامة وسحابة غير ممطرة لا سمح الله فالناس تنتظر أن يكون وراء وهج الزيارة برنامج واستراتيجية تقود الى تطوير العلاقات بما ينعكس على العلاقات بين الشعبين والدولتين ايجابا.
نحن في الأردن كنا دوما ميالين الى عدم الدخول في أي أحلاف قد تفرق الصف العربي كما أننا كنا ننظر بسعادة الى نجاحات قطر في المجالات الإعلامية والسياسية والدبلوماسية وفي حراكها للتدخل لحل المشاكل العربية العربية او العربية مع أطراف أخرى، وقد تمكنت قطر من لفت الانتباه بقوة الى جهودها خاصة في وزارة الخارجية وفي الإعلام و على رأسه الجزيرة و في حراكها الدبلوماسي تجاه دول عربية لم تكن بينها و بينها مودة و لكنها غلبت المصلحة العربية على بعض خيبات الأمل وأقدمت على خطوات كثيرة تجاه الصلح والتواصل والمودة والتفصيل في هذا الشأن قد يفسد الغرض من المقال.
نستطيع بكل تأكيد أن نقول أهلا وسهلا بأمير قطر والوفود المرافقة له، جئتم أهلا وحللتم سهلا وبيت الأردنيين يتسع لكل المحبين..
adnanrusan@yahoo.com