مدار الساعة - حالة من الجدل تسود الشارع المصري بشأن الانتشار الكبير لأغاني المهرجانات التي تصدرت الساحة في الفترة الأخيرة.
الجدل الدائر دفع نقيب الموسيقيين هاني شاكر لإصدار قرار بمنع مطربي المهرجانات من الغناء نهائيا وتحذير كافة المنشآت السياحية من التعامل معهم بما في ذلك الممثل محمد رمضان الذي اتجه مؤخرا للغناء وإحياء الحفلات.
من ناحيته قال الشاعر والباحث في التراث الشعبي مسعود شومان، إن ما يحدث الأن في المشهد الفن يؤثر على الصورة الذهنية للفن المصري، الذي يعد أحد روافد الثقافة المصرية بشكل عام.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك، اليوم الاثنين، أنه بالنظر للفن المصري في الفترات السابقة، كانت أم كلثوم تستقبل من قبل ملوك ورؤساء الدول العربية وهو ما كان يعكس قيمة الفن المصري وقدرته على التأثير الخارجي، في حين أنه يستحيل استقبال الذين يتصدرون المشهد الراهن بأغاني المهرجانات.
وبشأن عمليات المنع يرى شومان أنها غير مجدية، خاصة في ظل الوسائط البديلة المتمثلة في الفضاء الإلكتروني الذي يصعب السيطرة عليه.
وشدد على ضرورة دعم المؤسسات الثقافية للفن والموسيقى والدفع بها إلى التواجد من خلال تكرارها، والحفاظ على القوى الناعمة في المجتمعات.
من ناحيته قال الناقد الفني رحاب الهواري، إن مصطلح المهرجانات دخل ضمن الثقافة الشعبوية من الدرجة المتأخرة، مدمرا ما تبقى من الذوق العام، والذائقة التي تربت عليها أجيال من المصريين، استمتعت ولا تزال بعبقرية أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ونجاة وكارم محمود السنباطي، وبليغ حمدي والموجي، وغيرهم الكثير ممن وضعوا أبجديات الاستماع والشجن.
وأضاف في حديه لـ”سبوتنيك”، اليوم الاثنين، أنه في غفلة من الزمن حطت على مصر وشوارعها التي كانت تتجمع كل يوم أمام المذياع في الخامسة للاستماع إلى صوت أم كلثوم؛ ظهرت تلك المهرجانات التي أصمت آذان المصريين بكلمات سوقية وألحان ماجنة راقصة تصلح لعبدة الشيطان.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الأمر يتطلب أن تلعب الوزارات دورها، بما في ذلك وزارة الثقافة التي تحتاج إلى بلورة استراتيجياتها بالشراكة مع الوزراء الأخرى.
وأشار إلى أن اختلاف الأجيال يختلف معه التذوق، وأن كبار الفنانين تعرضوا للاعتراض من سابقيهم أيضا، منوها إلى أن عملية المنع غير مجدية، إلا أن الأمر يتطلب إتاحة الجانب الأخر من الفن والإبداع.