اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

محاضرة حول التنوير والثورة في الجمعية الفلسفية الأردنية

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/12 الساعة 09:09
الأردن,مدار الساعة,

مدار الساعة - د. آمال جبور - قدم الدكتور مالك المكانين في الجمعية الفلسفية الأردنية الثلاثاء، وضمن ملتقى الثلاثاء الاسبوعي محاضرة بعنوان " كانط : التنوير والثورة " . والتي أدارها الدكتور أحمد العجارمة .

وقال المكانيين، ان كانط عمل على إزاحة مفهوم التنوير إلى معنى الحرية بأهداف جمعية، فالحرية عنده هي غاية الوجود الإنساني؛ أي أنّ الإنسان مطبوع على الحرية، ويريغ إليها بإرادة حرّة هي أساس الاستعداد الطبيعي في النفس الإنسانية.

وأضاف ان التنوير، هو تلك الفلسفة التي تقف ضدًّا لأيِّ وصاية على العقل

الإنساني، فهي مشروع الإنسان المستقل عن كل سلطة، سواء أكانت سلطة أبوية أم سياسية أم دينية.

ويرى كانط ان الحريّة، هي الشرط أو الهدف النهائي لأي حركة تنويرية، و الغاية النهاية من الدرس الفلسفي الذي قدمه كانط في الأخلاق والتربية والسياسة، الذي يمثل مشروعهُ الأنثروبولوجي في التنوير، فكل حداثة هي قائمة على الحرية، وأيّ مشروع حداثي مُنبتَّ الصلة عن الحرية، ليس بذي قيمة، ولا يملك أيّ مؤشر حقيقي على التقدّم.

ويرى الدكتور المكانيين، من وجهة نظر كانط ان أيّ تعديل دستوري يجب أن يتمّ بإصلاحات يقوم بها الحاكم، وليس بواسطة أعمال غير شرعيّة كالثورة على الجهاز التنفيذي المتمثل في السلطة الحاكمة.

مشيرا إلى أنّ رفض كانط للثورة يجب أن يُفهم في سياقه التاريخي إبّان الثورة الفرنسيّة، وما آلت إليه من فضائع وجرائم، وقتل وسحل بالجملة، والكثير من التجاوزات القانونية والأخلاقية. وهي أمور جعلته يتخذ موقفًا سلبيًّا من مفهوم "الثورة" بوصفها فعلًا ينشدُ التغيير الراديكالي العنيف.

مضيفا أنّ التاريخ لم يترك لنا مجالًا للشك بأن الثورات دائمًا ما تكون صراعًا عنيفًا بين طرفين متصارعين يمثلان ركنين أساسيَّين من أركان الدولة التي ربما ستنهار في خضم هذا الصراع.

منوهاً إلى مطالبة كانط "بالإصلاحات" لتكون بديلًا سلميًّا عن التقابل الثوري العنيف. فالتغيير السياسي داخل الدولة، يجب أن يتمّ وفق إجراءات قانونية؛ أي أن ينص الدستوري – وفقًا للسلطة التشريعية صاحبة السيادة التي هي بيد الشعب مصدر السلطات – على الحق القانوني للشعب في ذلك التغيير، كبديل سلمي لأي تغيير غير قانوني كالثورة التي قد تفسد الحياة الاجتماعيّة والسياسية داخل الدولة، ممّا يعني إعدام سلامة هذه الدولة وأمن كينونتها الاجتماعية المتمثلة في الشعب، والعودة مرّة أخرى إلى حال الطبيعة، وحرب الكل ضد الكل.

واختتم الدكتور المكانيين، رؤية كانط في الإصلاح الحقيقي هو إصلاحٌ للعقول، وليس هو

العنف أو التغيير الراديكالي. وبالتالي فالثورة الحقيقيّة هي ثورة الإنسان على نفسِهِ، على عقلهِ، على خوفهِ وتردّدهِ في استعمال عقله بنفسهِ استعمالًا عموميًّا، وكأنه يروم التفاعل مع العالم بصورة كليّة؛ أي أن يفكر بطريقة جمعيّة وليس بذاتية تنمّ عن أنانية ما. فالمبدأ الثاني من مبادئ نظرية الواجب من أجل الواجب ينص، وكما صاغه كانط بقوله: (عامل الإنسانيّة كلها في شخصك).

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/02/12 الساعة 09:09