بقلم صفاء الصمادي
حين ابتهج المسرح كوجه العروس!
لحظات محفورة في ذاكرة الغربة، أينما حللنا يبقى الوطن حاضر بالوجدان، كنت في سن العاشرة، استيقظنا في الصباح الباكر بكل فرح وحماس لنشارك احتفال الجاليات العربية في مدينة الألعاب الترفيهية (Half Moon) بمنطقة الدمام، لا أدري لماذا اعتقدت حينها أن تلك الرحلة متوجهة إلى الأردن الحبيب وأنا على يقين تام بأننا لم نعبر الحدود السعودية، ربما الأمنيات يترجمها العقل الباطن لحقائق تعتري المشاعر فقط ولا تلامس أرض الواقع، خيال محسوس وهو شعور يئن له القلب ويسعد في ذات اللحظة، نتمنى أن ندركه فيخيل لنا ذلك حتى يدرك بنا ما حولنا ويخبرنا بأنها مجرد آمال، امتزاج بين شوق ولهفة وحنين بمعنى آخر إن كان الوطن غائباً يبقى حاضراً في الأفئدة، يقولون لا يدعم الحجة إلا دليل، فما الذي يُقر الحضور رغم الغياب؟
هو حاضر وبكل تأكيد، حيث في ذلك اليوم تزين المسرح بجميع الأغاني الوطنية للجاليات العربية إلا زينة وطني سقطت سهواً، فدفعني ذاك المزيج الثلاثي إلى إضفاء اللمسات الأخيرة حين صدح صوتي بأصوات كل أبناء الجالية الأردنية وغنيت "هاشمي هاشمي وأنا اشهد هاشمي ينصرك ربي يا أبو عبدالله يا هاشمي".