مدار الساعة - قال عدنان أبو عودة رئيس الديوان الملكي الهاشمي الأسبق ، إن صفقة القرن صيغت بالشكل الذي تم عرضه، لكي تخدم المخطط الإستراتيجي الصهيوني لفرض الأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وتهجير الشعب الفلسطيني، والإبقاء على مدن وقرى معزولة ومحاصرة، وأنها قد صيغت بهذه الطريقة كي يتم رفضها جملة وتفصيلا.
وأضاف إن فكرة منح الشعب الفلسطيني دولة مستقلة على الأرض التي احتلتها إسرائيل عام 1967 لم تكن واردة في أي مرحلة من مراحل مبادرات السلام، حتى تلك التي كان فيها الاتحاد السوفياتي في ذلك الحين شريكا للولايات المتحدة في رعاية مفاوضات سلام عربية إسرائيلية، وأن أفضل ما كان ممكنا هو واقع أعلى من حكم ذاتي، وأقل من دولة.
وأوضح خلال ندوة عقدها منتدى الخليل للتنمية الشاملة، وأدارها نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني أن إسرائيل تمكنت من الاستفراد بالجانب الفلسطيني لتحول الضفة الغربية من أرض محتلة إلى أرض متنازع عليها بين منظمة التحريرالفلسطينية والأردن، رغم أن كل ما كان يسعى إليه الملك الحسين طيب الله ثراه هو الإبقاء على المرجعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن الدولي وخاصة القرار 242 بإعادة جميع الأراضي للدول التي أخذت منها في حرب حزيران، ومن ثم تسليم الضفة الغربية وقطاع غزة للشعب الفلسطيني ليحكم نفسه بنفسه.
واستعرض السيد أبو عودة معظم مراحل القضية الفلسطينية، والمخطط الصهيوني المدعوم مع الولايات المتحدة الأمريكية، والقائم على الاستيلاء على أرض فلسطين وهو ما تحقق على مراحل منذ عام 1948 ، و1967، وإفشال المقاومة الفلسطينية التي حملت بذور فشلها في كثرة فصائلها وتبعياتها المتناقضة المرتبطة بالتناقضات الغربية المعروفة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر هو الذي دفع في اتجاه قرار قمة الرباط لتكون منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وليتفوق مفهوم التمثيل على مفهوم استعادة الأرض، وكانت تلك نقطة التحول التي استثمرتها إسرائيل لتنفيذ مخططها بضم الضفة الغربية على مراحل.
وحذر من أن البعد الديمغرافي الذي تعمل إسرائيل على كسبه بتقليص الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، لترسيخ الدولة اليهودية، وتوسيع الاستيطان وزيادته، يضع الأردن وفلسطين أمام حالة من القلق، ويفرض مستوى جديدا من التفكير في كيفية مواجهة جميع احتمالات المرحلة المقبلة ، خاصة في غياب تقييم حقيقي لفكر عربي مساند أو فاعل.
وفي معرض ترحيبه بالسيدين أبو عودة والعناني والحاضرين ، أكد الدكتور يعقوب ناصر الدين رئيس المنتدى على أهمية المراجعة الدقيقة للماضي والحاضر ، من أجل صياغة موقف إستراتيجي مبني على التفكير والتخطيط المحكمين ، لبناء الموقف الصحيح الذي يمنح الأردن وفلسطين القدرة الكافية للتعامل مع الوضع الناجم عن صفقة القرن، مؤكدا على أن التضامن الوطني خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يشكل القاعدة المتينة التي تمكن الأردن من التعامل مع الموقف الراهن، ومواجهة تحديات هذه المرحلة المعقدة من تاريخ القضية الفلسطينية، والأمة العربية على حد سواء.