مدار الساعة - تحت سقف «دانة الدنيا» تتهادى الإبداعات، ويفوح عبق الفن والجمال، فكل ما فيها ساحر، مشهدها المعماري ونبضها اليومي، ومشهدها الثقافي أيضاً والذي يختزن بين ثناياه كافة أشكال الإبداع.
ما تختزنه «دار الحي» من جمال، كان كفيلاً بأن يطلق العنان لذائقة المصورين، أولئك الذين احترفوا التقاط مشهد «غروب الشمس» فيها بعناية، ليقدموا لنا باقات من أجمل الصور، التي توثق لحظة إغماض الشمس عينيها عن دبي، وهي اللحظة التي تعوّد البعض على مراقبتها كل مساء، قبيل إسدال الليل كامل ستائره على الدنيا.
في دبي، يكاد يكون مشهد الغروب متجدداً، وتوشيه في طبيعة ومكون دبي النابض بالتجدد، فما إن تغيب الشمس عنها حتى تشعل أضواءها، لتتحول إلى «مدينة أضواء» ساحرة، قادرة على إغراء العين.
ومع اتساع أفق دبي، وترامي مناطقها، أصبح لمراقبة غروب الشمس منصات، يقصدها البعض، لغرض استكشاف أفق المدينة الساحر، وهو ما تكشفه آلاف الصور التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفيض الصور بكمية عالية من الرومانسية والملامح الجمالية المتفردة، وتقدم وجهاً آخر للإمارة.
استكشاف
ازدحام أروقة مواقع التواصل الاجتماعي، بصور غروب الشمس في دبي، شكل مدعاة لإلقاء نظرة على أبرز المناطق التي توفرها «دار الحي» لزوارها من أجل مراقبة المشهد. وعلى رأس هذه المواقع تتربع منصة المشاهدة في برج خليفة.
بعض الصور كشفت عن مدى الجمال الذي يكتنفه مشهد الغروب في وسط مدينة دبي، وشارع الشيخ زايد ومنطقة جميرا، وتحديداً بالقرب من برج العرب، وأيضاً في نخلة جميرا، حيث تقع «ذا بوينت».. بينما تتلألأ أشعة الشمس على صفحة شواطئ كايت بيتش وذا بيتش وبلووترز..وسوى ذلك من المناطق، كمنطقة السيف الواقعة على ضفاف خور دبي.
وبعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فضلوا التقاط المشهد من قلب الصحراء، ليقدموا في صورهم مزيجاً فاتناً من الألوان، فيما لم تغب عن المشهد منطقة بحيرات القدرة التي تشكل جزءاً من محمية المرموم الصحراوية، وكذا جزيرة الحب، وغير ذلك الكثير.
تفرد وقصص
مشهد الغروب لم يكن مغرياً فقط للمصورين وإنما للفنانين أيضاً، ومنهم الفنانة التونسية منى الفارسي، التي قالت لـ«البيان»: «تمتلك دبي مشهداً معمارياً لافتاً، قادراً على إغراء العين، وذلك بلا شك يتجسد جلياً في مشهد الغروب، الذي يمنحها بعداً جمالياً آخر، من شأنه أن يحفز أي فنان أو تشكيلي».
وأضافت: «قد يكون مشهد الغروب واحداً، ولكن انعكاسات الظلال والأشعة تختلف من مكان لآخر، وبلا شك فإن طبيعة الاختلاف المعماري في دبي، واختلاف المواقع، التي يمكن من خلالها مراقبة المشهد، كفيلة بأن تمنحنا صوراً متعددةً لوجه المدينة بشكل عام».
ونوهت إلى أن «غروب الشمس في دبي لم يكن قاصراً على بعض الصور الملتقطة بواسطة الكاميرات، وإنما جسد أيضاً فنياً، في العديد من اللوحات التشكيلية».