مدار الساعة - المال، وتبادل أراضٍ على أساس يخفّف هاجس إسرائيل الديمغرافي "ويخلّصها" من فلسطينيين داخل حدودها، ودولةٌ مقطّعة الأوصال بلا حدود نهائية ومحاصرة بالسيادة الإسرائيلية؛ هو كل ما قدّمه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في خطّته للفلسطينيين، "حتى يبدو منصفًا"، كما قال، مقابل تصفية قضايا الصراع الجوهرية لصالح الاحتلال: اللاجئين والقدس والحدود والاستيطان.
هذا ما يمكن أن نلخّص به "صفقة القرن"، التي أعلن عنها ترامب الثلاثاء، رفقة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في حفلة غزل وتصفيق بدا وكأن الزعيمين يقدّمان خلالها دعاية انتخابية بينما كانا يصدّقان على مصادرة ما تبقى من الحق الفلسطيني.
اللاجئون
تطرح الخطّة قضيّة اللاجئين، الذين هجّروا بفعل الحرب الإسرائيلية إبّان النكبة، على أنها باتت اليوم "مشكلة عالميّة"، على اعتبار أن "المجتمع الدولي يكافح من أجل تحصيل التمويل الكافي لمعالجة إشكاليات 70 مليون لاجئ ونازح في العالم اليوم".
انطلاقًا من ذلك، تعتبر الخطة أن "الصراع العربي الإسرائيلي خلق مشكلة لاجئين مشتركة للفلسطينيين واليهود"، ذلك بأن ثمّة "عددًا مشابهًا من اللاجئين اليهود طردوا من الدول العربية بعد وقت قصير من إقامة دولة إسرائيل، وذاقوا معاناة هم أيضاً".
وينصّ التقرير على أن "حلًّا عادلًا ومنصفًا وواقعيًّا لقضية اللاجئين الفلسطينيين سيحل بالضرورة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، كما تنصّ، توازيًّا، على أن "حلًّا منصفًا للاجئين اليهود ينبغي أن يتم تطبيقه في إطار آلية دولية مناسبة منفصلة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". ومثلما "استقرّ اللاجئون الإسرائيليون وانخرطوا في دولة إسرائيل"، تنصّ الوثيقة على أن "الإخوة العرب يتحمّلون المسؤولية الأخلاقية عن إدماج اللاجئين الفلسطينيين في بلادهم".
القدس
الحدود
26.1K people are talking about this
|
في مقابل ذلك، تقرّ الوثيقة بأن 87% بالمائة من "الأراضي الإسرائيلية في الضفة الغربية سيتم ضمها إلى الأراضي الإسرائيلية المجاورة، و97% من الفلسطينيين في الضفة الغربية سينضمّون إلى الأراضي الفلسطينية المجاورة". أمّا الـ3% المتبقين من المواطنين الفلسطينيين، والذين سيعيشون "ضمن جيوب فلسطينية داخل الأراضي الإسرائيلية"، فتنصّ الخطّة على أنهم سيكونون مواطنين فلسطينيين، على أن تخضع "الجيوب التي يعيشون بها وطرق وصولهم (إلى الدولة الفلسطينية) للسيادة الإسرائيلية".
"تقتضي الوثيقة إقصاء الفلسطينيين الذي يعيشون في المثلث على وجه التحديد، ونزع مواطنتهم الإسرائيلية التي حملوها بحكم الأمر الواقع بعد النكبة، عبر ضمّهم جغرافيّاً وقانونيّاً إلى الدولة الفلسطينية الجديدة" |