مدار الساعة - كتب: محمد حسن التل
بدأت المؤامرة على فلسطين منذ أكثر من مئة عام ، وكانت سايكس بيكو المقدمة الكبرى لتنفيذ الحلم الصهيوني في احتلالها ، وكانت سببا مباشرا في تمزيق الأمة وإضعافها تمهيدا لاغتصاب فلسطين ، وبعد سقوط فلسطين بأيدي الصهاينة ، واختصارها إلى ملف على طاولة الدول الكبرى وتحويل شعبها الى حملة أرقام في وكالة العار على جبين الأمة.. بدأت المرحلة الثانية من المؤامرة ، حيث نزعت عنها الصفة الإسلامية ، وأضحت قضية عربية ، ثم تحولت إلى قضية فلسطينية ، ثم إلى قضية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ثم أصبحت شان سلطة بلا سلطة.. ثم إلى قضية فصيل بعينه ، وأخيرا أصبحت رهن قرار رئيس .
دعهم يخططون للصفقات ماشاؤوا ودعهم لمؤامراتهم ودعهم لخياناتهم ، هذه فلسطين بها تتعلق قلوب مليار ونصف مسلم ومعهم ملايين مسيحيو الشرق ، ففيها المسجد والمعراج والمهد والقيامة ، وفيها إبراهيم الخليل واسماعيل ، وهي بؤرة النصر والهزيمة للأمه ، فإذا انتصرت الأمة على أرضها ، انتصرت على كل الجبهات والمستويات ، وإذا انهزمت فيها تاريخيا انهارت على كل المستويات . هذه أرض خصها الله بسر لا يعلمه إلا هو العزيز الجبار ، كلما يئست الأمة من تحريرها ورضخت لمطالب عدوها فيها ، نهض المارد من جديد .
وغدا سيتحقق وعد الله.. (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا) وستتحقق نبؤة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، (أنتم شرقي النهر وهم غربيه ) ، وسينتهي علو بني إسرائيل ، هم يعلمون ذلك ، ونحن نعلم ، وسيفصل الله في فلسطين بين الثقلين ، نصر للمؤمنين المظلومين وهزيمة للأشرار ومن معهم . لذلك نحن مطمئنون لوعد الله ورسوله لأننا لسنا من القانطين ، فقد مرت على فلسطين مراحل أسوأ من هذه المرحلة ، حيث طمست معالمها وتحول مسجدها إلى اسطبل للخيول ، وكادت تسقط في يد المغول وما أدراك ما المغول لولا أن بعث الله عز وجل الروح في الأمة من جديد . ستمضى فينا سنة التغيير الإلهي ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) هذه أول شروط النصر ، في خلق جيل جديد ، يعتمل القرآن في صدره ويؤمن بحتمية التحرير ولا يبالي بالقانطين .
