مدار الساعة - حنان الكسواني - أسدل الستار على قضية أب اغتصب ابنته 39 مرة ونقل اليها فيروس الايدز “قصدا”، بوفاته بصورة طبيعية قبل تنفيذ حكم القضاء الصادر بحقه “الاعدام شنقا حتى الموت”.
لا تختلف فصول حياة الشابة الاردنية (ش. ش) عن الرواية البريطانية المشهورة عالميا “لا تخبري ماما”، عندما بدأ والدها يتحرش بها منذ طفولتها، وسلب منها أبجديات حياتها حتى عجزت بغريزتها عن التفريق بين حضن حميمي أبوي أو رغبة جنسية “شاذة”.
كرهت الشابة العشرينية حياتها، واختارت العزلة وبدأت تراودها فكرة التخلص من الحياة، فقطعت يديها مرارا وتكرارا بآلة حادة “لعل ذلك يخفف من ألمها، حتى انها تمردت على علاجها من مرض الايدز والكبد الوبائي”.
“أنا لم أعش طفولتي مثل أي طفلة أخرى كنت ضحية لرغبة شهوانية لم يسيطر عليها أبوي، بدا يلامس جسدي منذ السادسة من عمري “، بحرقة شديده تضيف، استدركت (ش) وبدأت عيناها تغرورقان بالدموع” أخيرا.. نعم ساررت أمي المسكينة التي طالما
تعرضت للضرب والإهانة منه وذهبت إلى بيت أهلها أكثر من مرة، لكنها اسكتتني ولم تسمح لي بإفشاء ما حصل خوفا من والدي وأقاربه”.
حوالي 7 سنوات من “الحبس في دائرة ممارسة الجنس الإجباري” تبخرت خلالها أحلام (ش) كفتاة كانت ترغب بتعليم جامعي وتأسيس أسرة لها، بيد أنها انتظرت حتى بلغت 18 عاما وكسرت حاجز صمتها وابلغت الجهات الامنية برفقة خالتها التي صدقتها وشجعتها لتنهي تفاصيل مأساتها عبر أوراق رسمية.
محكمة الجنايات الكبرى وجهت للأب الجاني ثلاث تهم “جناية الاغتصاب المقترن بفض البكارة والذي نجم عنه إصابة المجني عليها بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز)، وجناية الاغتصاب مكررة (39 مرة) وجناية هتك العرض”.
استندت المحكمة بقرارها بعد الاستماع بشكل تفصيلي للضحية (ش.ش) وأعمامها وأخوالها والاطباء المعالجين لها، غير أن كتاب وزارة الصحة حسم علميا كيفية انتقال “الفيروس” للمجني عليها عندما اكد “أنها لم تكن مصابة بمرض نقص المناعة (الإيدز) عند ولادتها وبعد ولادتها، وتبين أنها مصابة بعد فحصها عدة مرات”.
واعتبرت المحكمة “ان هذا أكبر دليل على صدق أقوال المجني عليها (ش)، بأن والدها المتهم كان يمارس معها الجنس وهو من نقل إليها المرض بطريق الاتصال الجنسي وهي إحدى الحالات التي ينتقل فيها هذا المرض من شخص مصاب لشخص آخر سليم”.