مدار الساعة - اجتاح هوس الاحتفال بالألفية – التي ولَّت – العالم، وما بين الخوف من الصفرين في أجهزة الكمبيوتر، إلى الأبعاد الدينية والتبشيرية بأفكار ومعتقدات متعددة عاش العالم يبحث عن حقيقة كل ذلك، حتى مرَّ الانتقال من ألف عام ميلادية مضت إلى أعوام مقبلة بسلام! إلا أن هناك من يزالون يعتقدون أن في الألفية بعدًا عقائديًّا يربط المعتقدات اليهودية بالمسيحية، ومن هؤلاء من يعرفون باسم “المورمون”، حيث الدين يختلط بالأحلام ويصبح دينًا حسب الطلب!
وقد استجاب العديد من المسيحيين لدعوة جوزيف وبدأ يرسي نظامًا خاصًا بكنيسته، وأشهر مخالفته لكافة المذاهب المسيحية بسماحه بتعدد الزوجات في ديانته، واستمر في نشاطه في المناطق المحيطة به، وقد اعتبرته المذاهب الأخرى مرتدًا، وقد نشب عدد من الاضطرابات بين أتباعه وباقي المذاهب المسيحية، وقد كان أشدها في عام 1844م والتي هاجم فيها الأهالي جوزيف فسجنوه وشقيقه ثم قتلوهما دون محاكمة، وقد تابعوا أعمال الشغب بعد ذلك فأحرقوا كنائس المورمون، وقتلوا العديد من أتباعه وأحرقوا منازلهم ومتعلَّقاتهم وأعمالهم، وأدى هذا إلى هجرة قسم كبير منهم إلى الغرب الأمريكي.
لكن القسم الثاني استطاع أن يكتب ويسجل عقائده وحضارته على ألواح ذهبية وقام بإخفائها؛ وذلك بمعرفة رسول يُسمى مورمون، ثم قام ابنه وروني بدفن هذه الألواح حوالي 1400 عام حتى أسلمها لجوزيف سميث، وهذه القصة وإن كان بعض المورمون لا يوافقون عليها ويعتقدون أن جوزيف سميث هو كاتب الكتاب المقدس بنفسه وليس نقلاً عن ألواح، لكن الأمر في النهاية لا يعني إلا أن هذا الكتاب عندهم مقدس ومكمل للتوراة.
بدأ أتباع برغهام في الهجرة التدريجية ثم أعلن عن شعاره “فلنجتمع معا” عام 1850 وكان ذلك بغرض بناء مدنهم ومجتمعهم، وبالفعل بدأت الهجرة الكبيرة في الفترة 1856م إلى 1860م، وقد هاجر البعض على قدميه، والبعض يجر بيديه عربة تحمل متاعه وأولاده، وبعد فترة ليست بالطويلة استطاع المورمون أن يؤسسوا العديد من المدن في المنطقة الجديدة حتى بلغ عدد المستوطنات عام 1887 حوالي 600 مستوطنة ممتدة على الشاطئ الغربي الأمريكي على مساحة تزيد على مليون ميل مربع.
وعلى المستوى الإقليمي هناك رئيس الكنيسة في الإقليم ومعه رؤساء الكنائس، ويتبع كل كنيسة مجموعة من المورمون هم شعب الكنيسة وعددهم بين 4000 و 5000 شخص لكل كنيسة، وهؤلاء مقسمون لمجموعات صغيرة تحت نظام رئاسي لكل مجموعة، ويقوم الرؤساء بتنظيم أعمال كل مجموعة على المستوى الاجتماعي أو الثقافي أو غير ذلك من شئون المجتمع الموروموني.
قد سبق ذكر ما ورد في قصة الألواح الذهبية وهي الدعامة الأولى للديانة المورمونية، أما الدعامة الثانية فهي مبدأ يعرف باسم فترة الألف سنة السعيدة، ويطلق عليها في اللغة الإنجليزية Millennium. وهو مبدأ يرجع إلى التوراة وانتقل للمسيحية، وهو يعني أن المسيح سيأتي في آخر الزمان ويجمع المسيحيين (عند اليهود هو أن يجمع اليهود من شتاتهم) على كنيسة واحدة ويقتل الكفار، وينشر العدل ويعم الرخاء في هذا العهد الذي يستمر لفترة ألف سنة، وفيها يتم تقييد إبليس وفي نهايتها يفلت إبليس، وبعدها تقوم القيامة للناس جميعًا.
وهذا المبدأ قد انقسم أتباعه بين قائلين بنزول شخص المسيح لنشر العدل وسيادة المسيحية في العالم، وبين قائلين بقدوم زمن تسود فيه المسيحية والعدل والرخاء في العالم وهو العصر المسيحي الذهبي، وفيه يتم القضاء على جميع المخالفين ويشارك المورمونية في هذا التصور الجماعة المسماة بـ “شهود يهوه”.