مدار الساعة - لقمان إسكندر - دخلت كتلة الاصلاح النيابية عجلة الماكينة السياسية الأردنية، وغاصت في مياهها، حتى خصرها. سياسيا هذا من أصول حقها. سياسيا فقط، فالراصد لتعليقات القواعد الاخوانية، على شبكات التواصل الاجتماعي، يدرك انزعاجهم من الموقف السياسي التي نحتته كتلة الاصلاح النيابية، في ملف الاجراءات النيابية من اتفاقية الغاز مع الاحتلال .
دعونا أولا نتذكر ان من حضن - نيابيا - الحملات المناهضة للغاز كان الاسلاميين أولا، ومعهم كتل ونواب. على أن السؤال اليوم: هل أخطأوا خلال السير الطريق؟
يبدو أن الاتفاقية لم تزرع شرخا آخر بين الحكومات والناس وحسب، بل بين قيادة الجماعة من جهة وقواعد الاخوان، أيضا.
الحق، لكن ليس هذا هو الأهم. ما على الاخوان المسلمين القلق بشأنه هو حاضنتهم الاجتماعية التي لا يروق لها أن تغرق الجماعة في مستنقع اللعبة السياسية حتى آخر شبر.
الطخ الاعلامي الاخواني ضد الرافضين لموقف كتلة الاصلاح النيابية، يقترب ليكون أحادي النظرة السياسية، غير المتقبل حتى للرأي الآخر.
هذه معارضة، فما نفعل بالصوت الرسمي؟ لا. ليست مراهقة سياسية من يحمل رأيا اخر للرأي الذي يتبناه كتلة الاصلاح.
لولا بقية من خزان الجماعة، لسمعنا من الناس ما لم نعتد عليه ضد موقف الاخوان. موقف وصف بأنه قنبلة دخانية تشريعية.
لا صوت أعمق خدمة لمشروع الدولة البرلماني من صوت النواب الاخوان اليوم، المدافعين عن المشروع النيابي برمته.
زمان. لم نكن نسمع من القيادات الاخوانية مصطلح "هيبة مجلس النواب". اليوم يدافعون عنه دفاع المنتمي.
زمان. كانت المعارضة معارضة. والموالاة موالاة. اليوم اختلط الحابل بالنابل. لا تكاد تعثر على موقف متماسك.
وزمان أيضا. كانت المواقف مصالح سياسية متماسكة، وثوابت غير متغيرة. أما اليوم فما أكثر المتغير حتى صار على رأس الثوابت.
على أن السؤال هو: كم شظية ستترك اتفاقية الغاز في جسد جماعة الاخوان المسلمين؟
