أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأزمات شرارة الحروب التي ينتظرها الأقوياء لتحقيق مصالحهم

مدار الساعة,مقالات مختارة,جامعة الدول العربية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم: مجيد عصفور

كاد التصعيد الذي حدث بين ايران والولايات المتحدة الاميركية في اعقاب اغتيال الجنرال قاسم سليماني أن يؤدي الى حرب مدمرة تشتعل في عدة دول من دول الاقليم بسبب التشابك في العلاقات والمصالح وايضا بسبب الاطماع في التوسع والهيمنة من قبل دول اخرى تعتبر اندلاع الحرب فرصة اكثر من مناسبة لتحقيق اهدافها.

استمرار تصاعد الازمات التي تعصف داخل مجموعة من دول الاقليم مثل العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن تضع المنطقة كلها على حافة الانفجار في اية لحظة وهو ما تنتظره دول مثل اسرائيل وتركيا اللتين ربما تدفعان باتجاه نشوب حرب شاملة بذريعة القضاء على التطرف في هذه الدول خشية ان يتحول الى ارهاب او ذريعة اغلاق الطريق امام دول كبرى مثل روسيا التي يعتقد انها ستسارع الى تقديم عروض حماية لهذه الدول بارسال قوات او اقامة قواعد فيها مستغلة ضعف الانظمة نتيجة حالة الفوضى والانكسار الاقتصادي والمالي الذي تعاني منه، وليس صعباً ع?ى اسرائيل ان تجر الولايات المتحدة الى مثل هذه الحرب التي ستشارك فيها بالطبع لانها تخدم مصالحها تماما كما خدمتها مشاركتها فرنسا وبريطانيا عندما شنت معهما عدوانا ثلاثيا على مصر عام 1956.

ان نتائج الحرب الشاملة الجديدة لن تكون انهاء الازمات في الدول المأزومة بل ستحولها الى ضحية تعمل سكاكين الدول الغازية باجسادها تقطيعا وتقسيما بما يشبه ما تم بعد الحرب العالمية الثانية حيث رسمت الخرائط باقلام المنتصرين بالحرب وكان نصيبنا كأمة عربية تطمح شعوبها بدولة واحدة ان قسمنا الى دول تفصل بينها حدود تحولت في كثير من الاحيان الى خطوط نار واسباب شقاق وفرقة بين الاهل والاخوة.

ولأن الهوان يجر هواناً والتباعد بين الاشقاء يسمح بدخول الغرباء بين الاخ واخيه لم تتوقف المصائب عن النزول على اراض وشعوب أمة العرب وما الحالة التي تشهدها الآن دول منكوبة اعلى اماني شعوبها البقاء على قيد الحياة يوما آخر الا نتيجة عدم التعلم من دروس التاريخ.

ان نتيجة الحرب الشاملة ان وقعت ستكون وبالاً على امة العرب يكون بمثابة المرحلة ما قبل النهائية لزوالها من الوجود حيث ستقسم سوريا الى اربعة كيانات تلتهم تركيا الكيان الملاصق لحدها الجنوبي ويقسم العراق الى اربعة كيانات ينفصل بعدها الشمال الكردي بشكل نهائي عن الدولة المركزية ويقسم الباقي على اسس مذهبية اما اليمن فسيعاد انفصاله الى دولتين قد تنسلخ عنه اراض تلحق بدول اخرى ملاصقة لها حدوديا ويقسم لبنان طائفيا فوق ما هو مقسم ولكن بنفوذ واضح ينهي شكل ومضمون الدولة الواحدة وينطبق نفس المبدأ على ليبيا تفتيتا وشرذمة و?ن تكون اراض السودانيين ببعيدة عن الفك والتركيب.

اما اسرائيل واطماعها فستكون انهاءً ابديا ومحوا لشيء اسمه قضية فلسطين او الشعب الفلسطيني بل اكثر من ذلك ستصبح دولة شرق اوسطية وربما تنظم الى جامعة الدول العربية وسيمتد نفوذها الى منابع النفط والغاز بشكل علني بعد زوال اسباب السرية.

يقول التاريخ ان الحروب قامت لاسباب مصلحية سبقتها ازمات كانت بمثابة ذرائع وحجج، الآن المشهد مهيأ لنشوب حرب ما فالازمات في أوجها والمصالح في اشد الحاحها. لايهمنا بعد ذلك ما يحل بايران واميركا لأن ما سيحل بنا افدح واغلى ثمنا.

الرأي

مدار الساعة ـ