أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة أحزاب وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس مناسبات الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العبادي من الـ BBC: تطوير الاعلام الأردني يتطلب اشرافاً مباشراً من القيادة

مدار الساعة,مقالات,الديوان الملكي
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتب : سالم كايد العبادي

قبل ان ابدا كتابة هذه المقالة اود ان اؤكد انني لست معارضا ولا انتمي الى اي جماعة او عصبة ذات توجهات سياسية او اقليمية ... انا اعلامي اردني اعمل في مؤسسات اعلامية مستقلة, واطمح – كمواطن اردني - الى رؤية اعلام حر ومستقل في وطني الذي خدمت في مؤسساته الاعلامية سنوات عديدة.

وما دفعني الى الكتابة هو ما اقرا في المواقع الاردنية من كتابات لصحفيين كبار عما يدور من جدل حول مطالب لتحرير الاعلام.

وحتى لا نذهب بعيدا في التفسيرات والتفاصيل, فانني اعتقد ان تطوير الاعلام وتحريره لا يمكن ان يتحققا الا بدعم ومتابعة مباشرة من صاحب الجلالة الملك عبد الله رعاه الله.

انا ابن الاعلام الاردني, وارى ضرورة ان يعطي الملك جانبا من وقته الثمين, الى هذا الامر, رغم انشغاله في قضايا وامور الوطن العديدة ... ان يزور الاعلاميين ولا يكتفي بعقد جلسات مع صحفيين يجري اختيارهم حسب اهواء موظفي وشخصيات الديوان الملكي العامر... نريد ان يتحدث جلالته الى صحفيينا ويعلق لهم على الاحداث مثلما يفعل مع القنوات الاجنبية ومنها القناة التي اعمل فيها ‪BBC‬.

اعتقد ان الخطاب الاعلامي الاردني لم يتغير منذ نشاة الدولة الاردنية وحتى الان, بل ان هذا الخطاب اصبح يتردى يوما بعد يوم.

التواصل الاجتماعي ورسائل المعارضين في الخارج اصبحا مصدرين يلجأ إليهما المتلقي الأردني، وبات الاعلام الأردني مدافعا وعاجزا عن الرد، ومكتفيا بالنفي دون إظهار الحقائق.

ان الترخيص لقنوات او صحف او مواقع جديدة لا يغير الحال, الحال تتطلب عطفا من جلالة الملك على الاعلاميين ومؤسساتهم, لانهم كما اعلم يشعرون بالعزلة والحرمان, فلا احد ينظر الى قضاياهم ومعالجة اوضاعهم المهنية والوظيفية والمعاشية.

الاعلامي في الاردن لا يحظى باحترام المسؤول الحكومي الذي لا يزال هو الامر والناهي, وهو الذي يتحكم بالكلمة والنص والموضوع, لانه يعتبر الاعلامي عبدا وخادما, فاقد الحق في التعبير عن رايه, او توجيه نقد بناء.

هناك فارق كبير بين رواتب موظفي الاعلام ... هل يجوز ان يتلقى مذيع راتب ثلاثة آلاف دينار شهريًا وآخر براتب ستمائة دينار... يجب ن يكون هناك سلم للرواتب يحقق العدل والإنصاف.

اعتقد ان الاعلامي الحكومي يدخل حقل الاعلام ويتقاعد منه, دون ان يكتب خلال حياته العملية خبرا مستقلا واحدا.

الاعلام حاليا في بلدي يجتزيء الحقيقة ويخفيها ويخرج بموضوع غير ذي قيمة, لا يخدم المتلقي ويجعله يتحول الى اعلام اخر بحثا عن الحقيقة.

نحن نهدر عشرات الملايين من الدنانير على مؤسسات اعلامية ومواقع اخبارية, لا طائل من ورائها وتذهب تلك الملايين ادراج الرياح... هذا حرام .. انه اضاعة للوقت وتبذير للاموال, وهدر لطاقات الاعلاميين.

وبطبيعة الحال فان الاعلام الذي اطالب به ليس ذاك الذي يقوم على الاثارة والتكسب والمدح العقيم وتزييف الحقائق واثارة الفتن... هذا ليس موضوعي.

وخلاصة الامر انا اعيش خارج الوطن ولكن قلبي على بلدي, وكلي امل كاعلامي مستقل, ان يتحقق حلم جميل ظل معي منذ زمن طويل, ان اشهد اعلاما قويا حرا مستقلا وملتزما .. اتمنى ان يتحقق حلمي في المستقبل المنظور.

مدار الساعة ـ