مدار الساعة - لا شك أن لكل اسم من ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني فجر الأربعاء "الحزين"، قصة محزنة تعتصر اليوم أفئدة محبيه. ولعل من أكثر القصص المؤثرة هذه مأساة حامد إسماعيليون.
فطبيب الأسنان الكندي كان ينتظر على أحر من الجمر لاستقبال زوجته باريسا اقباليان وابنته ريرا، العائدتين من طهران على متن طائرة البوينغ المنكوبة.
لكن الرياح جرت على عكس ما يتمناه، وقبل أن يذهب لملاقاتمها، عائدتين من طهران، حيث سافرتا لحضور خطبة أخته، صعق بالفاجعة.
ففي مقابلة مع إحدى القنوات الكندية العامة، قال الطبيب المحطم مسترجعا ذكرياته مع طفلته وزوجته: لقد تركت تلك الفاجعة ثقباً في قلبي إلى الأبد، سأشتقاق إليهما دوما.
وعن صغيرته ريرا ابنة التسع سنوات، قال وفقاً لموقع العربية: "تلقيت اتصالا من مدرستها صبيحة ذلك اليوم، يسألون عن سبب تغيبها فقلت لهم إنها لن تعود أبداً"، وهنا اختنق صوته واغرورقت عيناه بالدموع.
لن ينسى حامد بالتأكيد صورة ابنته وزوجته، ولن يمنع نفسه من التفكير عما شعرا به لحظة المأساة، كما لن تندمل جراحه أبداً، بل سيحمل ندوبه عسى السنوات القادمة تتكفل بتخفيف الألم.
وكانت الطائرة الأوكرانية أسقطت بصاروخ قصير المدى فجر الأربعاء الماضي، بحسب ما أقر الحرس الثوري الإيراني السبت، بعد نكران سابق من قبل عدة مسؤولين إيرانيين ومن قبل هيئة الطيران، الذين اعتبروا تلك الفرضية التي جاهرت بها عدة أطراف دولية، ومنها كندا وأوكرانيا وبريطانيا ومسؤولون أميركيون، حرباً نفسية!
كما أكد أنه سيجري تشكيل قوة عمل طارئة لمساعدة أسر الضحايا.
وأقر قائد قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني أن جندياً أطلق الصاروخ الذي أسقط طائرة البوينغ من دون حصوله على تأكيد لأمر الإطلاق بسبب "تشويش" في الاتصالات، بحسب زعمه، وبسبب التوتر الذي كان قائماً في تلك الفترة، لا سيما بعد أن أطلقت بلاده عشرات الصواريخ على قاعدتين عسكريتين في العراق.
وقال العميد أمير علي حاجي زاده إن الجندي اعتقد أن الطائرة "صاروخ كروز" وكان لديه "عشر ثوانٍ" لاتخاذ القرار. وأضاف "كان يمكن أن يقرر إطلاق (الصاروخ) أو عدم الإطلاق (لكنه) اتخذ القرار الخاطئ".
كما زعم في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي أنه "كان صاروخاً قصير المدى انفجر قرب الطائرة. لذلك تمكنت الطائرة" من مواصلة التحليق لمدة قصيرة، موضحاً أنها "انفجرت عندما اصطدمت بالأرض"، إلا أن أوكرانيا نفت ذلك لاحقاً مقدمة دلائل وخرائط تدحض الرواية الإيرانية.
ونتيجة هذا القرار الخاطئ قُتل 176 شخصاً معظمهم إيرانيون وكنديون، وبينهم أيضاً أوكرانيون وسويديون وبريطانيون وأفغان كانوا على متن طائرة البونيغ.