أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

من الحسين الى قابوس .. رجال صدقوا الله فصدقهم

مدار الساعة,مقالات,الحسين بن طلال,الملك عبدالله الثاني,مدينة الحسين الطبية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

ابرهيم الزعبي

وما بدلوا تبديلا ...

وما يجمع الرجال هو صدق الرجال ... نعم ، فقد كان الراحل الحسين رجل بأمة ... وكان قابوس حكيم تلك الأمة .. فالأمة اليوم تخسر حكيمها الذي حكم الشقيقة عمان نصف قرن من الزمان .. حكيم أجاد سياسة - الحياد - حتى أصبح كل الخصوم يجتمعون على أرضه، فكان (المحايد) المستفيد دائمًا.

اليوم ونحن نودع زعيما بحجم قابوس ، باني نهضة عمان الحديثة خلال خمسين عاما من حكمه المتوازن .. لا بد من استذكار بدايات حكمه وسر العلاقة التي ربطته بأخية الراحل المغفور له الحسين بن طلال ، وكيف ساهمت تلك العلاقة الاخوية المبنية على الصدق والايمان بالحق العربي ومساهمة كليهما في توحيد كلمة الأمة والنهوض بها.

عندما نشطت في مطلع السبعينات من القرن الماضي في بعض الدول ، حركات ثورية شيوعية ماركسية ، فحاولت بدعم من المعسكر الشرقي الانقلاب بقوة السلاح على تلك الانظمة، ومن أشهرها ثورة اقليم ظفار ضد السلطان قابوس الحاكم الشاب الجديد لعمان الشقيقة ، فما كان من الراحل الحسين الا أن أوعز لكتيبة المظليين 91 من القوات الخاصة الأردنية بقيادة المرحوم تحسين شردم ، وسرب من طائرات الهوكر هنتر يقوده مجموعة من الطيارين الأردنيين من بينهم إحسان شردم وسليمان الحياري وهاشم فرج وراكان القرعان ، والذين كان لهم الدور الأكبر في دحر الثورة الشيوعية والقضاء عليها وإعادة الأمن والأمان إلى ربوع السلطنة .

التجذر التاريخي للعلاقات الاردنية العمانية الصادقة ... لم يتوقف خلال الخمسين سنة الماضية بل استمرت وتطورت رغم ما عصف بالمنطقة من أحداث رافقت غزو الكويت وتحريرها ومن ثم رحيل الحسين ، لكن بفضل حكمة الملك عبدالله الثاني وأخيه الراحل السلطان قابوس استمرت تلك العلاقة بنمائها المبني على الصدق والمحبة .

الاردنيون جميعا ، سوف يستذكرون الراحل قابوس دوما ، بالحب والوفاء ، وجاحد من ينكر فضل السلطنة الشقيقة في دعم الكثير من المشاريع التنموية في الاردن ومنها الصرح الطبي - مدينة الحسين الطبية – عام 1973 حيث ساهمت عمان بجعله الأكثر شهرة في الشرق الاوسط في حينه .

اليوم ونحن نودع حكيم هذه الامة بعدله ووسطيته ... لابد أن نستذكر دوره العظيم في توحيد عمان ، وأحدث نقلة نوعية في مسارات السلطنة المختلفة ، وتنمية شاملة في كل أرجائها .. وأبعادها عن كل التجاذبات الإقليمية .. حتى باتت واحة للأمن والإستقرار .

نعم ... لقد فقَدَت الأمة أحد قادتها الحكماء الذين بنوا دولهم وأحبتهم شعوبهم وكانوا رمزاً للاتّزان والعقل .. واذ نعزي أنفسنا جميعا في وفاة المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس ، فكل التعازي لشعب السلطنة الشقيق ... بسلطان أحبه شعبه وشعوب العالم .. نسأل الله له الرحمة والجنه.. واعان الله خليفته السلطان هيثم آل سعيد على حمل المسؤولية .. وكل أمنيات السعادة للشعب العماني الشقيق .

مدار الساعة ـ