مدار الساعة - زار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محي الدين توق جامعة اليرموك، للاطلاع على الوضع المالي والأكاديمي والإداري للجامعة، ومناقشة عدد من القضايا التي تهم الجامعة والطلبة، حيث التقى رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور خالد العمري، ونواب رئيس الجامعة.
كما التقى توق خلال زيارته للجامعة عمداء الكليات في الجامعة، وأكد خلال اللقاء على حرصه على زيارة مختلف الجامعات الاردنية والتحاور مع المسؤولين فيها حول مختلف القضايا الاستراتيجية التي تهم وزارة التعليم العالي وتسهم في تحسين واقع الجامعات.
وقال أنه وعلى الرغم من أننا وضعنا الخطط الاستراتيجية بما فيها الخطة الوطنية لتنمية الموارد البشرية إلا أنه لم يحصل مراجعة نقدية حقيقية لمسيرة التعليم العالي، وقد آن الاوان لإجراء هذه المراجعة والوقوف على نقاط القوة والخلل في مسيرة التعليم العالي في الاردن ككل، وتعظيم الايجابيات ومعالجة مواطن الضعف والسلبيات، الأمر الذي يسهم في تطوير والارتقاء بمستوى التعليم العالي في الأردن ومواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في كافة القطاعات، مشددا على أننا في مجال التعليم العالي لا نسير بالسرعة المطلوبة، الأمر الذي يحتم علينا إجراء مراجعة شاملة للبرامج الأكاديمية المطروحة وخططها الدراسية، ودراسة التخصصات الراكدة والمشبعة، وإنشاء التخصصات جديدة التي تحاكي التوجهات العالمية التي تسير نحو الذكاء الاصطناعي، وتحفيز العقل المبدع والابتكاري.
وأكد توق على ضرورة ضبط الحوكمة المالية والإدارية في الجامعات، وتعزيز تواصلها مع المجتمع المحلي والعربي والدولي، واستقطاب الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية من خارج الأردن بما يرفع من تصنيف الجامعة، والسعي للحصول على الدعم الدولي لانشاء البرامج الأكاديمية والعلمية في التخصصات ذات الاهتمام الدولي، مشددا على ضرورة إعداد الجامعة لخطة استراتيجية للسنوات الثلاث القادمة بما يمكنها من التعامل مع المشاكل المزمنة والخروج من عنق الزجاجة، وتخفيض العجز المالي التراكمي المرتفع لدى الجامعات الأردنية على حد سواء.
ودعا إلى ضرورة الاستفادة من الخبرات والكفاءات التي تضمها جامعة اليرموك وزيادة البحث العلمي في الجامعات كماً ونوعاً، واستثمار الافكار الابداعية والابتكارية لأعضاء الهيئة التدريسية وتحويلها إلى فرص ومشاريع استثمارية تحسن الوضع المالي للجامعة وتحقق دخلا اضافيا يغطي النفقات المتكررة للجامعة، مشددا على أن الوزارة على أتم الاستعداد لدعم هذه الأفكار والمشروعات بما يعزز عملية التنمية في قطاع التعليم العالي.
بدوره قال رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي خلال اللقاء حرص جامعة اليرموك على التطوير والتحديث المستمر لكافة الخطط الدراسية للبرامج الاكاديمية التي تطرحها، وانشاء البرامج الجديدة التي تواكب التطورات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل المحلي والدولي، وتلبي طموحات الشباب الأردني والعربي على حد سواء، مستعرضا عددا من المشاريع التنموية والاستثمارية التي نفذتها الجامعة، والمشاريع التي تسعى لتنفيذها في المستقبل القريب، بما يسهم في دعم موازنة الجامعة وتخفيف مديونيتها.
وأشار إلى أن الجامعة تسعى لتعزيز الشراكة الحقيقية مع مختلف المؤسسات والمعاهد التعليمية الدولية المرموقة، وذلك من أجل تبادل الخبرات والمعارف وتحفيز التفكير الابداعي لدى أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة والارتقاء بمستوى البحث العلمي فيها من جهة، وتطوير العملية التدريسية وتحسين مستوى طلبة الجامعة وتسليحهم بالعلوم والمعارف العلمية الحديثة والمهارات الأساسية اللازمة لدخول سوق العمل من جهة أخرى.
واستعرض كفافي عددا من الاحصاءيات المتعلقة بعدد الطلبة وأعضاء الهيئتين الاكاديمية والتدريسية في الجامعة، وأعداد الطلبة المبعوثين لكبرى الجامعات الدولية المرموقة، لافتا إلى أن الجامعة استطاعت ومن خلال كلية السياحة الحصول على شهادة شهادة الجودة العالمية للتعليم العالي للسياحةTedqual المعتمدة من منظمة السياحة العالمية التابعة لأمم المتحدة، كما أن الجامعة استطاعت التقدم 5 مراتب على مستوى الجامعات العربية في التصنيف الدولي QS للجامعات.
كما شارك عمداء الكليات في نقاش عدد من المواضيع التي تهم الاسرة الأكاديمية في الجامعة.
وضمن برنامج الزيارة أيضا التقى توق عددا من طلبة الجامعة اكد خلاله على أهمية اضطلاع الجامعة بدورها في تنمية عقول الشباب الجامعي وتزويدهم بمختلف المهارات التي تؤهلهم لدخول سوق العمل بكفاءة واقتدار وتمكينهم من تنمية قدراتهم والبناء عليها في مجال تخصصهم، مشيرا إلى أن العلوم المختلفة تتغير وتتطور بشكل كبير الأمر الذي يؤدي إلى تقادم المعلومات بشكل سريع، داعيا إدارة الجامعة إلى التركيز على تنمية التفكير الابداعي لدى الطلبة وتنمية قدراتهم لحل المشكلات وتزويدهم بمهارات القرن 21.
ودعا توق الطلبة إلى ضرورة تنمية نزعة الاستمرار في التعلم في نفوسهم، بحيث يمتلك الطالب الجامعي القدرة على أن يتعلم ويشارك ويتساءل بشكل جيد، وقال"إن توقف الإنسان عن التعلم يعني توقفه عن النمو كإنسان معرفي".
ولفت إلى تأثر جيل الشباب الحالي بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، مشددا على أن العلم والمعرفة الحقيقية التي يستفاد منها موجوده في بطون الكتب، وتقارير البحث العلمي، ومراكز الدراسات والبحوث، مؤكدا على ضرورة استفادة الطلبة من المحتوى العلمي الهائل الموجود على شبكة الانترنت لتمكنهم من مواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة في مختلف المجالات.
وخلال حواره مع الطلبة ورده على استفساراتهم وأسئلتهم، أكد توق على أهمية البحث عن حلول جماعية ناجعة ترتقي للمستوى الإجرائي وتكون قادرة على حل المشكلات التي يواجهها الطلبة خلال دراستهم الجامعية، وذلك من خلال ضبط الحوكمة الإدارية والمالية في الجامعات، وضبط النفقات وإدارتها، والتشاركية في إيجاد الحلول الإبداعية والابتعاد عن الحلول التقليدية التي لا تصل بنا نحو النتائج المرجوة.
وتمحورت أسئلة الطلبة حول آليات دعم أفكار ومشاريع الطلبة الريادية من خلال إدارة الجامعة، وصندوق دعم البحث العلمي، وطرق دعم الطلبة المتفوقين لمرحلة ما بعد التخرج، ودور مجالس اتحاد الطلبة في الجامعات بالنهوض في الحركة السياسية للوصول إلى الحكومات البرلمانية، ودور وزارة التعليم العالي في إيجاد حل للمشاكل التي يواجهها الطلبة مع قانون الجمارك والضرائب خلال استيرادهم لمستلزمات المشاريع التطبيقية.
وقام توق رافقه رئيس الجامعة ونواب الرئيس وعدد من المسؤولين في الجامعة بجولة في كليات الطب والصيدلة والإعلام إضافة إلى المكتبة.