انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

تربية الأبناء.. هل اختلفت بفعل الزمن؟

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/05 الساعة 08:52
حجم الخط

مدار الساعة - كانت الحياة قديما تتسم بالبساطة ما انعكس على تربية الابناء في المنزل، فقد كان زمنا يخلو من التعقيد والتشابك على خلاف ما نشهده اليوم، فالتربية في وقتنا الحالي اصبحت لا تخلو من الصعوبةوالمشقة؛ فالانفتاح التكنولوجي أتاح للابناء معرفة العالم الخارجي وتقليده

مما اصبح يؤثر بشكل واضح وكبير على التربية ليجد الآباء أنفسهم أمام وعي كبير من قبل الابناء يتطلب أساليب حديثة ومؤثرة.

البساطة والقناعة

تبدي أم أحمد العبويني تذمرها من تصرفات أحفادها وسلوكياتهم فتقول: «ربيت أبنائي السبعة على البساطة والقناعة والرضا بما هو متاح وهذه ليست مهمة سهلة فقد كانت الحياة في السابق بسيطة حيث جميع ابنائي تحتويهم غرفة واحدة دون خلاف او تذمر لانهم كانوا على دراية بظروف والدهم المعيشية القاسية في ذاك الوقت» :

وتتابع: «ما أراه الان مع احفادي مختلف تماماً عما تربى عليه اباؤهم فدائما يتذمرون وطلباتهم لا تنفد ويقارنون انفسهم بغيرهم كقولهم صديقي يملك كذا وكذا وانا لا املكه، وغيرها من المتطلبات المادية اللامنتهية» : وتضيف: «ليس لديهم قناعة بما يملكون وهذا الامر يشغلني كثيرا وأحاول دائما أن أنصحهم بضرورة الاحساس بالغير والقناعة والتي الحظ أنها اصبحت كنزا مفقودا في زمننا الحاضر ».

ردعهم عن التمادي

ويشير أخصائي علم الاجتماع الدكتور فيصل غرايبة إلى إن: «صورة الأبناء قد تأثرت بانطباعات عديدة، ففي مواقف مختلفة نجد اللامبالاة وعدم الاكتراث الذي يبديه الأبناء تجاه والديهما نتيجة سلوكيات يرونها غير مناسبة وناقدة لهما والتي لا تشكل تصويبا لتصرفاتهم ويتعمدون ادارة ظهورهم والتغاضي عن نظرات والديهما وخاصة في المواقف التي يبدي فيها الآباء اعتراضاً صريحاً على تصرفات الأبناء والقصد هو ردعهم عن التمادي والاستمرار بالسلوك والتصرف الخاطئ من وجهة نظر الوالدين».

ويؤكد غرايبة أن:» هذه المغالطات التي تنتج عن الأبناء فيها تجن على التربية الأسرية لتأثيرها العميق والكبير في نفوس الابناء فتصبح فاقدة لتأثيرها مما يجعل الوالدين في وضع يخلو من القوة باعتبارهم قدوة لابنائهم».

ويبين الغرايبة أن الجيل الحديث أصبح يستمد اتجاهاته ومواقفه بالحياة وكل ما يرد له عبرها من تصرفات ومواقف من أقرانه سواء داخل مجتمعه المحلي أو من عموم أنحاء العالم من وسائل الاتصال ومواقع الاتصال الاجتماعي المختلفة في الدرجة الاولى فيحصل التناقض مع الوالدين محاولين الحصول على الحرية والتمادي على توجيهات الوالدين.

ويلفت الغرايبة الى أن التوجيهات الابوية والتربية الاسرية ليست ذات مفعول لدى الابناء من كلا الجنسين ولا يعول على نصائح الوالدين ولو جاءت بطريقة سلسة وبأسلوب لين اتجاه ابنائهم باعتبارها تعدياً على حريتهم في الاختيار والانتقاد واصدار القرارات وتشكيل الاتجاهات بالمواقف الحياتية المختلفة.

ويخلص الغرايبة الى الدور الذي تلعبه وسائل الاعلام في توجيه وتثقيف الابناء والتي تسهم في صقل شخصية الابناء وتحديد معالم سلوكهم وتقيهم من مخاطر الاقتباس والتي تكون مستمدة من مجتمعات اخرى وثقافات مغايرة لا تتناسب مع مجتمعنا المحلي مما يعيد الامور الى نصابها بانشاء تربية اسرية خالية من تمرد الابناء على الاهل.

الانفجار المعرفي

من جانبها تقول دكتورة الارشاد النفسي والتربوي الدكتور أمينة حطاب إن الكثير من الأهل يحمّلون الجيل الحالي من أبنائهم أكثر من طاقته محاولين مقارنتهم بالجيل الماضي وهذا خطأ شائع يرتكبه العديد من الاهل ففي الماضي كانت الأسرة والعلاقات محدودة كالأقارب والجيران والسلطة العليا بيد الأب أما الآن في العصر الحديث أصبح هذا الجيل متوسعاً مع العالم الخارجي فهنالك ما يسمى (الانفجار المعرفي) حيث أنه ولكل تسع دقائق هناك معلومة جديدة يتم اكتشافها.

وتتابع حطاب أن الأبناء في الوقت الحالي يحصلون على المعلومة من وسائل متعددة واصبح الوالدان لا يشكلان مصدرا للمعلومة لديهم.

وتؤكد حطاب أن للوالدين تأثيرا كبيرا على الأبناء سلباً وايجاباً في تكوين وصقل شخصية الابناء فيجب على الوالدين اتباع اساليب الحوار والتفاهم وعدم الصدام وعملية المشاركة مهمة وان نترك لهم الاختيار تحت عبارة(فكر قرر وتحمل مسؤولية ما تقرر)

وتشدد حطاب على أهمية ان يلجأ الاهل الى اسلوب تقدير الذات لأبنائهم وتعليم الابناء المحاولة والتجربة والتعلم من الاخطاء وان الحياة مهارات قابلة للتعلم.

وتخلص حطاب الى تقييم سلوك الوالدين والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة لان الابناء يكتسبون هذه السلوكيات من والديهم وفتح باب حوار حقيقي وصادق بين الاباء والابناء والذي يقود الى التوازن في تكوين شخصية الابناء وسلوكهم.

فجوة الاجيال

وتضيف الاخصائية التربوية شذى مبيضين ان كل جيل ينشأ بأنماط حياتية مختلفة وهذا التغير والتطور يعد أمراً طبيعياً وقد نجد ان الجيل السابق يميل الى ما اكتسبه من عادات وتقاليد من أجدادهم السابقين في حين نرى ان الصغار والمراهقين والشباب قد يميلون الى ما هو جديد وهذا ما يعرف بفجوة الاجيال.

وتنصح مبيضين ان التفاهم مع الابناء مع التمسك بالقيم والسلوكيات التي توارثها الاباء واظهار الاستعداد للاستماع والمشاركة ببعض الأنشطة اليومية مع الابناء تؤدي الى بناء علاقة جيدة فالاختلاف بين الاجيال لا يعد مشكلة اذا تم التعامل معها بشكل سليم وصحيح.

الراي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/01/05 الساعة 08:52