مدار الساعة - لم يكن لحادثة اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني الذي انشغل طوال سنين في قتل أطفال العرب والتعرض لنسائهم وتشريد رجالهم، ان يمر من دون ان تشكل الحادثة مادة للاختلاف بين الأردنيين.
الأردنيون اختلفوا، استنادا الى مواقفهم السياسية السابقة. فاليسار غضب لغضب النظام السوري واتباعه. والإسلاميون فرحوا مرتين، الأولى لان سليماني قتل وفي الثانية بأن الحادثة قد تشغل الأعداء عن العرب والمسلمين. أما أغلب العوام فكانوا كعادتهم عوام.
في الجدل الأول راح القوم يتقاذفون الشتائم. كتب أحد اليسار قائلا: كالعادة وبكل سطحية ينقسم شعبنا الى فرح لموت سليماني وغاضب. وكل فريق يتهم الآخر بالتبعية والغباء والحمق. اصبحنا تحصيل حاصل واصبحت ارضنا ملعبا لكل القوى الا لنا. لا أشعر الا بالخزي والإحباط.
أما في الجدل الثاني فكتب أحد الاسلاميين: غفر الله للمقاومة، نعلم انكم تعزون من وراء قلوبكم في المجرم السليماني، وتعلم ايران أنكم فرحون لهلاكه، ويعجبها ان تدفعوا ثمن دعمها، لكم مثل هذه الكلمات ويشعرها بالزهو. لكن المكره على الشيء له في المعاريض مندوحة، حركتكم التي رفضت حسينية واحدة في غزة. ورفضت معونة التعليم التي تحمل صور قادة الثورة الإيرانية على الكتب والدفاتر والتي أقامت على احد المغالين في التشيع من الجهاد الاسلامي اقامة جبرية بعد تكسير عظامه. ينبغي لها أن تقف نفس الموقف مع المجرم السليماني.