مدار الساعة - لقمان إسكندر - فجر الجمعة أجبرت الماكينة العسكرية للبيت الأبيض طهران على الاختيار؛ إما أن تعود طهران على الحال الذي كانت عليه قبل "جمهورية تصدير الثورة"، أو أن تتحول إلى قوة أكبر من تلك التي كانت عليه قبل يوم الجمعة.
مبدئيا، قالت ايران للعالم بعد ساعات من مقتل نجمها الأوحد وسلاحها الأشد رعبا القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني انها "لا تريد حربا"، لكنها كذلك لا تستطيع إلا أن ترد، وهو ما يعني ضمنيا أن طهران تريد ردا موجعا لواشنطن، يحفظ ماء وجهها كقوة إقليمية كبرى، لكنها تريده دون اعلان الحرب.
فهل يصبر الرئيس الامريكي دونالد ترمب ان يصفعه الفرس أمام ناخبيه، الذين يرون فيه الكاوبوي البطل؟ سيرد. فماذا بعد ردّه؟
ايران لم تعد كما كانت.. منعطف إما أن يحولها إلى قوة فاعلة عالميا، أو أن تعود كما كانت مجرد كيان سياسي في المنطقة كان له أحلام وأطفأتها دماء قاسم سليماني الباردة.
العالم يراقب. والاصطفافات بدأت بالفعل. فيما روسيا تراقب وتصطف هي الأخرى. أما الاحتلال الاسرائيلي، فيريد كل ذلك، لكنه يريده اشتهاء لرغباته هو.
لم يتشكل فجر الجمعة اليوم فقط، ولا تعقدت خيوطه اليوم، لكن ما قبل الجمعة، ليس كما بعدها. لقد نفخ الكاوبوي الامريكي على النار الفارسية فأطفأها، فكيف سيرد الفرس؟
ما لا نريده هو أن نكون نحن وحدنا الضحايا مجددا.
