مدار الساعة - لقمان إسكندر - ما يدعو إلى الاطمئنان أن المجتمع يراقب "كيا سيفيا" بصفتها سيدة تحافظ على رصانتها وشرف نوعها. تقاوم، برغم دخانها، وبرغم إغفاءة العماء في عين ضوئها، لكنها لا تتبدل.
هي كما يعرفها راعيها.
تُطَقْطِق نعم. لكنها تضمن لك، يوم تتركها على الرصيف محافظتها عليك. تقف في الشارع بكامل جديتها، و"تجحر" مثل رجل أمن متخفٍ. لن تسمح لأحد أن يقترب. أو يعبث.
ذات اختبار، اقترب منها أحدهم فزمّرت. اقترب أكثر صارت تدخّن. عندما سمعت "تشحيط" شبشب راعيها قادما إليها، هشّت له مثل زوجة صبورة. أعلمته بالنبأ، فصار يمسح على سقفها بفخر. فخرخرت مثل قطة منزلية. صارت تمدّ بابها إليه تريد أن تلاعبه. إنه راعيها.. حقها.
صحيح أن ترخيصها انتهى منذ أشهر، وصحيح ان رجل السير يشعر بالاطمئنان، وهو يشير إليها بالتوقف، فلا يمكن أن يكون "مهمًا" ما خلف مقودها، إلا أنها وهي تتلقى المخالفة، تشعرك بالفخر. تزمّر غاضبة و"تفعط" مرفوعة الرأس.
إن تقطعت بها السبل معك، وقفت صبورة على جانب الطريق في انتظارك، حتى تجد حلا. لا تبكي وإن شكت تُخرج صوتها مرة واحدة، ثم تهمد.
مهرها قليل. تشعر بصعوبات تنفس الحياة عند صاحبها، فهل وجدتها تعايره يوما؟ جبارة خواطر هذه الفتاة.
هي وإن بدا أن الكَلَف يغطي وجهها، وأن بشرتها مثل برتقالة، لكنها ليست تلك المشمّة.