انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات شهادة جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

«يد العربي».. كتيبة شابة تحيي ذكريات الزمن الجميل

مدار الساعة,أخبار رياضية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/29 الساعة 17:41
حجم الخط

بقلم - عالم القضاة

أعاد فريق العربي لكرة اليد، إلى الأذهان شريط من الذكريات المفعمة بالبسالة و"الشراسة" في ميدان اللعبة إبان ثمانيات وتسعينيات الألفية الماضية، وهو يعود إلى سدة البطولات بإمتياز وتفوق.

العربي الذي غاب عن البطولات أزمان طويلة الأمد، بدأ برسم حكاية جديدة منذ عدة سنوات، عندما أعلن عن اعتماده على إنشاء جيل جديد يكون نواة المستقبل....

قد يكون دفع ضريبة ذلك القرار في البداية بالابتعاد عن أجواء التنافس، واضحى "لقمة ساغة" لفرق المقدمة والتي باتت تجد إن مباراتها مع العربي مجرد وقت لا أكثر لان النتيجة محسومة سلفا، لفارق الخبرة والعمر، حيث كان ممثل الشمال يخوض المنافسات بثوبه الجديد، وكانت استراتيجيته في الأداء تشير إلى نقطة هامة هي: "نعم لصعود السلم درجة درجة، نعم لاكتساب الخبرة وصناعة أبطال جدد في المستقبل" دون ان يكون للخسائر اثر سلبية، بل استغلالها بصورة ايجابية لكسب الخبرة وصقلها.

قد تكون البداية لـ "فتيان الشمال" صعبة، لكن لا شيء مستحيل، فقد أثبتوا ذلك قولا وفعلا، متغلبين على ظروف عديدة منها إدارية تتعلق بالنادي وتعاقب الإدارات عليه نتيجة حل مجالس الإدارات، ومالية تتثمل بـ"ضئالة" الدعم المقدم للعبة بشكل عام، إلى جانب إن الاهتمام في أغلب الأندية بكرة القدم يكون على حساب بقية الألعاب، طبعا بسبب شعبية الساحرة المستديرة التي تبقى الأولى عالمياً...

ولكن مع ذلك فقد سار العربي، مدربون ولاعبون واداريون، بخطوات واثقة نحو أهدافهم المشروعة و المتواجدة في الأعالي، ليصعدوا دون تعثر للقمم ، بل وتختال فرحا كتيبة أبناء عروس الشمال كـ "الطاووس" بتتويجها بـ "لقبين" منذ بداية الموسم وعلى حساب بطل لا يشق له غبار "السلط".

الوقوف مع إنجازات العربي، قد يحتاج للمزيد من سرد المعلومات والحقائق، لكن عودة الفريق للواجهة بعد غياب دام سنوات طوال، يجعل الحكاية مختصرة، بان الفريق يتطلع لعودة مميزة، وبأن يكون الرقم الصعب في المرحلة المقبلة، خاصة إن معانقة كأس الكؤوس بعد غياب 22 عاما، وبطولة كأس الأردن (نظمي السعيد ) بعد ٢٨ عاما، له دلالات ومؤشرات إيجابية، بان نسخة طبق الاصل عن أبطال الماضي الجميل عائدة إلى الساحة من بوابة عزيمة وشراسة جيل الشباب الذي يدرك معنى التميز، وان يكون في مقدمة الركب رغم كل ما يحيط باللعبة من ضعف اهتمام .

الممتع بما يقدمه العربي والذي اتضح الليلة قبل الماضية في حواره مع السلط في نهائي بطولة كأس الأردن (نظمي السعيد27) وانتهى بفوزه ٢٨-٢٦، إن الفريق ما زال يحافظ على سلاسة الأداء من خلال اللعب بحرية دون قيود، وهو ما يجعل إن الملعب "يعج" بالحركة، والاساليب الهجومية المتنوعة، ما يزيد إثارة المشهد في كافة لحظات اللقاء والتي باتت مشتعلة حتى الثواني الاخيرة، خصوصا أمام السلط الذي عاد ليكون غريمية التقليدي بعد ان ازاح الأهلي والحسين من طريقة.

قبل طي صفحة الحديث عن العربي الذي نعتقد بانه سيفتحها من جديد باعتباره منافس قوي على لقب دوري الكبار "الدرجة الأولى"، فان فوزه بـ كأس الأردن، كان بمثابة شهادة تميز في تنشئة واعداد جيل شاب، في وقت اغفلت الأندية الأخرى هذا الأمر، وخير دليلٍ على ذلك، ان الأندية التي كانت تعد الأفضل في الأعوام الماضية، نظراً لتواجد البدلاء، تعاني اليوم من نقصان العناصر لعدم رعاية فرق الفئات العمرية، وبالتالي عدم تواجد "البديل المناسب"، مكان من اخلى مكانه في الفريق لاسباب عديدة منها العمر او العمل او الارتباطات العائلية و الدراسية...

لتكون بذلك رسالة العربي واضحة للأندية المحلية وهي العودة للاهتمام بالجذور من خلال غرسها في بيئة مثالية، لتطرح في المستقبل الثمار الأفضل والانضج لتكون محطاً للانظار في القريب!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/29 الساعة 17:41