انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات برلمانيات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف شهادة جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

انهم يكرهون الملك

مدار الساعة,مقالات,الملك عبدالله الثاني,الضفة الغربية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

بقلم : ايمن دهاج الحنيطي
وشهد شاهد من اهلهم ، ما كتبه روغيل الفير في صحيفة هارتس اليسارية الاسرائيلية لا يدع مجالا للشك حول النوايا الحقيقية لليمين الاسرائيلي تجاه الاردن ومليكه وقيادته ، قلناها مرارا ونكررها : انهم يكرهون الملك بالفعل ويعتبرونه حجر عثرة امام مخططاتهم الاستعمارية .

على مدى الاشهر الماضية، وفي صحافة اليمين الاسرائيلي، العبرية منها تحديدا، وبطريقة ممنهجة، رصدنا مقالات هجومية تصل لحد الوقاحة لكتاب يمينيين تتهجم على الملك عبدالله الثاني والنظام الهاشمي، الى ان جاء مقال هارتس امس الاحد جليا واضحا : اليمين الاسرائيلي يريد تفجير السلام مع الاردن ، لاقامة كونفدرالية بين السلطة الفلسطينية و"الاردن الفلسطيني"، وتجسيد حلم "الاردن هو فلسطين" ، ولكن بعد التخلص من حجر العثرة ، الملك عبدالله الثاني .

اذ كتب الفيربكل وضوح : "كانت جميع المقالات في (إسرائيل اليوم)، و(معاريف)، و(ماكور ريشون)، وغيرها موجهة لهدف واحد: تفجير اتفاق السلام مع الأردن. ويبدو أن ضم غور الأردن هو عملية تكتيكية استهدفت ضرب عصفورين بحجر واحد، العمل على ضم الضفة الغربية، وإلغاء المعاهدة مع الأردن، والهدف الاستراتيجي هو إسقاط العائلة الهاشمية المالكة، وتجسيد حلم أن الأردن هو فلسطين".

ويضيف الناقد والكاتب اليساري : " اليمين الاسرائيلي يمقت الملك عبد الله ويتحدث عنه وكأنه يتحدث عن عبد يحاول التحرر من العبودية، عربي (...) تجرأ على رفع رأسه، ... "أنا" اليمين العنصرية تثور وتغضب على شخص يثق بنفسه، هو الملك عبد الله، من يتجرأ على معارضة إسرائيل بضم الغور؟ وإذا تجرأ على فتح فمه بشأن الغور فإن إسرائيل ستغلق عنه صنبور المياه، والهدف هو إهانته، وإخراجه عن طوره إلى أن يؤجل أو يلغي معاهدة السلام، حينها يمكن العمل على إزاحته عن الحكم.

اليمين في إسرائيل يأمل حدوث ربيع أردني، وانتفاضة الأغلبية الفلسطينية في المملكة، وأن تمتلئ الشوارع بمظاهرات الاحتجاج إلى حين تنفيذ انقلاب على الحكم، ثم يسيطر الفلسطينيون على الأردن، وسيكون بالإمكان استكمال ضم الضفة الغربية وإقامة الكونفيدرالية بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والأردن الفلسطيني. الفلسطينيون في الضفة الغربية سيحصلون على حقوق سياسية في الأردن بالطبع، وليس في إسرائيل. هذه هي الخطة. والملك عبد الله يشوش على هذه الخطة، واتفاق السلام مع الأردن يشوش أيضاً عليها، لذلك، سيتم إزاحتهما عن الطريق".

اذن، بعد هذا الكلام هل يوجد اوضح من هكذا مخططات تستهدف الاردن ومليكه ؟؟ ويقول الفير ان الاردن ايضا يزعج اليمين في الحرم القدسي، ويقف في طريق مخططاته لهدم الاقصى واقامة الهيكل مكانه، " الأوقاف الأردنية تزعجهم – اي اليمين-، فهي واثقة من نفسها ووقحة جداً. وهذا سبب آخر لإزاحة من يدعم الأوقاف من الطريق، وهو الملك عبد الله، وإلغاء اتفاق السلام الذي يعترف بمكانة ودور الأردن الخاصين في الحرم".
ويرى الفير الذي خدم في سلاح الاستخبارات ، ان نتنياهو تعمد عدم تغيير القرار الاردني الاخير بالغاء ملحقي الباقورة والغمر كون ذلك يخدم مخططات اليمين الاسرائيلي في استهداف الاردن ومليكه ، ويعجل في الغاء معاهدة وادي عربة التي يعتبرها احدى بقايا فترة اوسلو للخائن رابين .

في المقابل، فان معسكر السلام في اسرائيل يعي تماما اهمية السلام مع الاردن ودور ملوكه في السعي لاحلال السلام في المنطقة، فهو ما زال يتحدث عن "حل الدولتين" انه هو الحل الامثل، وان انهاء الصراع لا ياتي الا بحل سياسي ينهي الاحتلال، وما زالت حركات السلام الاسرائيلية "نساء يصنعن السلام" ، و"السلام الان" وغيرها من الاحزاب اليسارية مثل حزبي "ميرتس" و"العمل" ، تؤمن بفكر الملك عبدالله والتوجه الاردني بضرورة انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية، لكن يتغول عليها جميعها اليمين الاسرائيلي البغيض، الذي كشف عن انيابه في الاونة الاخيرة مستندا على اكثر ادارة امريكة داعمة لايديولوجياته برئاسة ترامب، هذا اليمين الذي سيطر على جميع مرافق الكيان، وعزز سطوته على مدى ربع قرن من الحكم.

بقي ان نقول انه مهما خطط اليمين الاسرائيلي ضد الاردن، ومهما تأمر الصهاينة الاشرار على مليكه، فانهم لن يجدوا امامهم سوى جند صناديد جربهم هؤلاء الاوباش في الكرامة واللطرون وباب الواد، وشعب مغوار تربطه وحدة دم مع الشقيق الفلسطيني، توحد ارواحهم جميعا القدس ، ويشحن ايمانهم عدالة قضيتهم، مهما طال الزمن، ومهما ابرمت الاتفاقيات.

مدار الساعة ـ