مدار الساعة - ارتكبت بالزنا مرات، وقد ندمت على فعلي، وأنا أريد الآن أتوب إلى الله وأن لا أعود ذلك الفعل المنكر، فيكف أتوب إلى الله، وكيف أستعين به على الاجتناب عن هذه المعصية الكبيرة؟ وكيف أعالج نفسي عن الداء الذي أصيبت به؟
فلا شك أن الزنا من أشد الكبائر، لذلك قرنه الله تعالى بأعظم الذنوب، وهو الشرك، حيث قال تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) [الفرقان: 68].
كما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطورة الزنا على الإيمان، حيث قال في الحديث المتفق عليه : “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن”.
لكن في المقابل نجد أن الإنسان إذا تاب توبة صادقة، فإن الله تعالى يتقبل توبته، كما قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ). [الشورى: 25].
والتوبة لا تحصل إلا بشروط :
أولها : الإقلاع عن الذنب والبعد عنه، فإن المتلبس بالذنب لا تصح توبته.
ثانيها : الندم على فعله.
ثالثها : العزم على عدم العودة إليه، بحيث يكون غير مصر على الذنب، كما قال تعالى : (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ). [آل عمران:135].
إن من المهم أن تحسب ماذا ستخسر إذا أقدمت الآن على الزواج؟ وماذا ستكسب إذا انتظرت؟ وما أراه أنه لا توجد خسارة أكبر من أن تخسر رضا الله عليك.. أليس كذلك؟
أنت مذنب وباب التوبة مفتوح لا يغلق ما دمت تريد التوبة، وقد طلبت منا التذكير وذكرناك، وأؤكد لك أن الزواج يجب ألا يؤجل ما دام قد توفرت لديك الإمكانات اللازمة، وهناك أولوية للاستعفاف تأخذ حجما كبيرا في حالتك.
واقرأ أخي السائل في حال شباب الصحابة والتابعين والسلف الصالح لترى كيف كانوا وكيف نحن الآن؟ ففي الاطلاع على سيرهم زاد لنا في حياتنا، واقرأ أيضا في قصص التائبين إلى الله، وكيف تابوا إليه، وكيف أصلحوا فيما بينهم وبين الله، وكيف بدلوا سيئاتهم حسنات.
غفر الله لنا ولك، وتاب علينا وعليك.. يمكنك زيارة صفحة العائدون إلى الله.
والله أعلم.